الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2669 - أخبرنا يعقوب بن نصر الخزاز ، قال: أخبرنا عبد الحميد بن بهرام الفزاري ، قال: أخبرنا شهر بن حوشب ، عن عبد الرحمن بن غنم ، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدلج بالناس ليلة فلما أصبح صلى بالناس [ ص: 112 ] صلاة الصبح ثم قال: " إن الناس ركبوا فلما طلعت الشمس نعس الناس على أثر إدلاجه فنظر معاذ أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلو أثره بالناس، ركابهم على جوانب الطريق تأكل، وتسير فبينما معاذ على أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وناقته تأكل، وتسير إذ عثرت فكبحتها بالزمام فخبت منها ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كشف عنه فالتفت فإذا ليس من الجيش أدنى إليه من معاذ بن جبل فناداه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لبيك نبي الله، فقال: " ادن دنوك " فدنا منه حتى لصقت راحلتاهما إحداهما بالأخرى، فقال معاذ : يا نبي الله، نعس الناس فتفرقت بهم ركابهم أو فتصرفت بهم ركائبهم ترتع، وتسير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا كنت ناعسا. فلما رأى معاذ خلوة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول الله ائذن لي أسألك عن كلمة قد أمرضتني، وأسقمتني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سل عم شئت " قال: يا رسول الله، خبرني بعمل يدخلني الجنة لا أسألك عن شيء غيره، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بخ بخ، لقد سألت بعظيم، وإنه ليسير على من أراد الله به الخير " قال: " تؤمن بالله، واليوم الآخر، وتقيم الصلاة وتعبد الله وحده لا تشرك به شيئا حتى تموت وأنت على ذلك " قال: يا نبي الله أعدها فأعادها ثلاث مرات، ثم قال نبي الله: " صلى الله عليه وسلم: " إن شئت حدثتك يا معاذ بقوام هذا الأمر وذروة السنام منه " فقال معاذ : بلى، يا [ ص: 113 ] نبي الله، بأبي وأمي، فقال نبي الله: " صلى الله عليه وسلم: " إن رأس هذا الأمر شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأني عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وإن ذروة السنام منه الجهاد في سبيل الله، وإنما أمرت أن أقاتل الناس حتى يقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، ويشهدوا أن لا إله إلا الله، وأني عبده ورسوله فإذا فعلوا فقد اعتصموا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما اغبرت قدم في عمل ابتغي فيه درجات الجنة بعد الصلاة المفروضة كجهاد في سبيل الله، ولا ثقل ميزان عبد كدابة تنفق له في سبيل الله أو عمل عليها في سبيل الله .

2670 - وأخبرنا عمر بن الخطاب ، قال: أخبرنا أبو اليمان ، قال: أخبرنا شعيب بن أبي حمزة ، عن عبد الله بن أبي حسين ، عن شهر بن حوشب ، عن عبد الرحمن بن غنم ، عن معاذ بن جبل ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه.

التالي السابق


الخدمات العلمية