( غبر ) الغين والباء والراء أصلان صحيحان ، أحدهما يدل على البقاء ، والآخر على لون من الألوان .
فالأول غبر ، إذا بقي . قال الله - تعالى إلا امرأتك كانت من الغابرين ، ويقال بالناقة غبر ، أي بقية . وبه غبر من مرض ، أي بقية . قال ابن مقبل أو غيره :
فإن سألت عني سليمى فقل لها به غبر من دائه وهو صالح
ومن الباب : عرق غبر ، أي لا يزال ينتقض ، كأن به أبدا غبرا . وتغبرت المرأة الشيخ : أخذت بقية مائه .
[ ص: 409 ] والأصل الآخر الغبار سمي لغبرته . وهي لونه . والأغبر : كل لون لون غبار . وقول طرفة :
رأيت بني غبراء لا ينكرونني ولا أهل هذاك الطراف الممدد
فبني غبراء هم المحاويج الفقراء ، وذلك أنهم مغبرة ألوانهم ، وهم أهل المتربة . والغبراء : الأرض . والغبيراء : نبيذ الذرة ، ولعل في لونه غبرة .
فأما داهية الغبر ، فهو عندي من هذا الباب ، ويراد أنها غبراء ، أي مظلمة مشبهة لا يرى وجه المأتى لها .
ومما شذ عن هذين الأصلين ما حكاه : أغبرت في طلب الحاجة : جددت . ابن السكيت