الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: إن إبراهيم كان أمة قانتا ؛ جاء في التفسير أنه كان آمن وحده؛ وفي أكثر التفسير أنه كان معلما للخير؛ وإماما حنيفا؛ قيل: أخذ بالختانة؛ وحقيقته في اللغة أن "الحنيف": المائل إلى الشيء لا يزول عنه أبدا؛ فكان - عليه السلام - مائلا إلى الإسلام غير زائل عنه ؛ وقالوا في "القانت": هو المطيع؛ و"القانت": القائم بجميع أمر الله - جل وعز.

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: ولم يك من المشركين ؛ "لم يك"؛ أصلها: "لم يكن"؛ وإنما حذفت النون عند سيبويه لكثرة استعمال هذا الحرف؛ وذكر الجلة من البصريين أنه اجتمع فيها كثرة الاستعمال؛ وأنها عبارة عن كل ما يمضي من الأفعال؛ وما يستأنف؛ وأنها مع ذلك قد أشبهت [ ص: 223 ] حروف اللين؛ لأنها تكون علامة؛ كما تكون حروف اللين علامة؛ وأنها غنة تخرج من الأنف؛ فلذلك احتملت الحذف.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية