الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        فأعلم الله - جل وعز - أن الرسل بشر؛ إلا أنهم يوحى إليهم ؛ ثم أعلم كيف يستدل على صحة نبوتهم؛ فقال: بالبينات والزبر ؛ أي: بالآيات والحجج؛ و"الزبر": الكتب؛ واحدها "زبور"؛ يقال: "زبرت الكتاب"؛ و"ذبرته"؛ بمعنى واحد؛ قال أبو ذؤيب :


                                                                                                                                                                                                                                        عرفت الديار كرقم الدوا ة يذبرها الكاتب الحميري

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ؛ فيها قولان؛ قيل: "فاسألوا أهل الكتب؛ أهل التوراة؛ والإنجيل؛ وأهل جميع [ ص: 201 ] الكتب يعترفون أن الأنبياء كلهم بشر ؛ وقيل: فاسألوا أهل الذكر ؛ أي: فاسألوا من آمن من أهل الكتاب؛ ويجوز - والله أعلم - أن يكون قيل لهم: اسألوا كل من يذكر بعلم وافق أهل هذه الملة؛ أو خالفهم؛ والدليل على أن أهل الذكر أهل الكتب قوله (تعالى): وأنـزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نـزل إليهم

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: وهذا ذكر مبارك أنـزلناه

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية