الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      من فراسة الحافظ وكراماته :

                                                                                      قال الحافظ الضياء : سمعت الحافظ أبا موسى بن عبد الغني يقول : كنت عند والدي بمصر ، وهو يذكر فضائل سفيان الثوري ، فقلت في نفسي : إن والدي مثله ، فالتفت إلي ، وقال : أين نحن من أولئك ؟

                                                                                      سمعت نصر بن رضوان المقرئ يقول : كان منبر الحافظ فيه قصر ، وكان الناس يشرفون إليه ، فخطر لي لو كان يعلى قليلا ، فترك الحافظ القراءة من الجزء ، وقال : بعض الإخوان يشتهي أن يعلى هذا المنبر قليلا ، فزادوا في رجليه . [ ص: 466 ]

                                                                                      سمعت أبا موسى بن الحافظ ، حدثني أبو محمد أخو الياسميني قال : كنت يوما عند والدك ، فقلت في نفسي : أشتهي لو أن الحافظ يعطيني ثوبه حتى أكفن فيه . فلما أردت القيام خلع ثوبه الذي يلي جسده وأعطانيه ، وبقي الثوب عندنا كل من مرض تركوه عليه فيعافى .

                                                                                      سمعت الرضي عبد الرحمن المقدسي يقول : كنت عند الحافظ بالقاهرة فدخل رجل فسلم ودفع إلى الحافظ دينارين فدفعهما الحافظ إلي ، وقال : ما كأن قلبي يطيب بهما ، فسألت الرجل : أيش شغلك ؟ قال : كاتب على النطرون - يعني وعليه ضمان .

                                                                                      حدثني فضائل بن محمد بن علي بن سرور بجماعيل ، حدثني ابن عمي بدران بن أبي بكر ، قال : كنت مع الحافظ يعني في الدار التي وقفها عليه يوسف المسجف ، وكان الماء مقطوعا ، فقام في الليل ، وقال : املأ لي الإبريق ، فقضى الحاجة ، وجاء فوقف ، وقال : ما كنت أشتهي الوضوء إلا من البركة ، ثم صبر قليلا فإذا الماء قد جرى ، فانتظر حتى فاضت البركة ، ثم انقطع الماء ، فتوضأ ، فقلت : هذه كرامة لك ، فقال لي : قل أستغفر الله ، لعل الماء كان محتبسا ، لا تقل هذا! وسمعت الرضي عبد الرحمن يقول : كان رجل قد أعطى الحافظ جاموسا في البحرة فقال لي : جئ به [ ص: 467 ] وبعه ، فمضيت فأخذته فنفر كثيرا وبقي جماعة يضحكون منه ، فقلت : اللهم ببركة الحافظ سهل أمره فسقته مع جاموسين ، فسهل أمره ، ومشى فبعته بقرية .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية