الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            1511 - أخبرنا أبو إسحاق بن فراس الفقيه بمكة ، ثنا بكر بن سهل [ ص: 26 ] الدمياطي ، ثنا شعيب بن يحيى التجيبي ، ثنا الليث بن سعد ، عن هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، أنه لما كان عام الرمادة ، وأجدبت الأرض كتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص : من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى عمرو بن العاص ، أخبرني العمري ما تبالي إذا سمنت ، ومن قبلك أن أعجف ، ومن قبلي ، ويا غوثاه ، فكتب عمرو : " السلام عليك أما بعد : لبيك لبيك ، أتتك عير أولها عندك ، وآخرها عندي ، مع أني أرجو أن أجد سبيلا أحمل في البحر " فلما قدم أول عير دعا الزبير ، فقال : " اخرج في أول هذه العير ، فاستقبل بها نجدا ، فاحمل إلى كل أهل بيت ما قدرت أن تحمل إلي ، ومن لم تستطع حمله فمر لكل أهل بيت ببعير بما عليه ، ومرهم فليلبسوا الناس كما أتين ، ولينحروا البعير ، فيحملوا شعره ، وليقددوا لحمه ، وليحتذوا جلده ، ثم ليأخذوا كبة من قديد ، وكبة من شحم ، وجفنة من دقيق فليطبخوا وليأكلوا حتى يأتيهم الله برزق " فأبى الزبير أن يخرج ، فقال : " أما والله لا تجد مثلها حتى تخرج من الدنيا " ، ثم دعا آخر أظنه طلحة فأتى ، ثم دعا أبا عبيدة بن الجراح فخرج في ذلك ، فلما رجع بعث إليه بألف دينار ، فقال أبو عبيدة : إني لم أعمل لك يا ابن خطاب إنما عملت لله ، ولست آخذ في ذلك شيئا ، فقال عمر : " قد أعطانا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في أشياء بعثنا فيها فكرهنا ، فأبى ذلك علينا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فاقبلها أيها الرجل ، واستعن بها على دنياك " فقبلها أبو عبيدة بن الجراح " .

                                                                                            هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه " .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية