الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                      192 - وقال: (قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة) على الابتداء رفع كأنه قال "إحداهما فئة تقاتل في سبيل الله" وقرئت جرا على أول الكلام على البدل وذلك جائز. قال الشاعر [ النجاشي الحارثي ]:


                                                                                                                                                                                                                      (163) وكنت كذي رجلين رجل صحيحة ورجل بها ريب من الحدثان

                                                                                                                                                                                                                      فرفع. ومنهم من يجر على البدل ومنهم من يرفع على إحداهما كذا وإحداهما كذا. وقال: [ معن بن أوس ].

                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 211 ]

                                                                                                                                                                                                                      (164) إن لها جارين لن يغدرا بها     ربيب النبي وابن خير الخلائف

                                                                                                                                                                                                                      رفع، والنصب على البدل. وقال تعالى: (هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مآب جنات عدن) وإن شئت جعلت "جنات" على البدل أيضا. وإن شئت رفعت على خبر "إن"، أو على "هن جنات" فيبتدئه. وهذا لا يكون على "إحداهما كذا" لأن ذلك المعنى ليس فيه هذا ولم يقرأه أحد بالرفع. وقال تعالى: (وجعلوا لله شركاء الجن) فنصب على البدل وقد يكون فيه الرفع على "هم الجن". وقال تعالى: (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس) على البدل ورفع على "هم شياطين" كأنه إذا رفع قيل له، أو علم أنه يقال له "ما هم"؟ أو "من هم؟" فقال: "هم كذا وكذا". وإذا نصب فكأنه قيل له أو علم أنه يقال له: "جعل ماذا؟" أو جعلوا ماذا؟" أو أن ماذا؟ أو يكون فعلا واقعا بالشياطين. (عدوا) حالا ومثله: (لنسفعا بالناصية) : (ناصية كاذبة) كأنه قيل أو علم ذلك فقال "بناصية" وقد يكون فيه الرفع على قوله: "ما هي؟" فتقول: (ناصية) والنصب على الحال. قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                      (165) إنا وجدنا بني جلان كلهم     كساعد الضب لا طول ولا عظم

                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 212 ] على البدل أي: كلا طول ولا عظم" ومثل الابتداء: (قل أفأنبئكم بشر من ذلكم النار) .

                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية