الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  [ ص: 370 ] ( 946 ) حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري ، أنا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن هارون بن رئاب ، عن كنانة العدوي ، قال : كنت عند قبيصة بن مخارق إذ جاءه نفر من قومه يستعينونه في نكاح رجل منهم فأبى أن يعطيهم شيئا ، فانطلقوا من عنده قال كنانة : فقلت له : أنت سيد قومك ، وأتوك يسألونك فلم تعطهم شيئا ، قال : أما في هذا فلا أعطي شيئا ولو عضه بقد حتى يقحله كان خيرا له من أن يسأل الناس في مثل هذا ، وسأخبرك عن ذلك ، إني تحملت بحمالة في قومي فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله ، إني تحملت بحمالة في قومي وأتيتك لتعينني فيها ، قال : " بل نحملها عنك يا قبيصة ، ونؤديها إليهم من الصدقة " ، فقال : " يا قبيصة ، إن المسألة حرمت إلا في إحدى ثلاث : رجل أصابته جائحة فاجتاحت ماله ، فيسأل حتى يصيب قواما من عيشه ثم يمسك ، ورجل أصابته حاجة حتى يشهد له ثلاث نفر من ذوي الحجا من قومه أن المسألة قد حلت له ، فيسأل حتى يصيب قواما من العيش ثم يمسك ، ورجل تحمل بحمالة ، فيسأل حتى إذا بلغ أمسك . وما كان غير ذلك فإنه [ ص: 371 ] سحت يأكله سحتا " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية