الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 294 ] ذكر البيان بأن عند وقوع الفتن على المرء محبة غيره ما يحبه لنفسه

                                                                                                                          5961 - أخبرنا أبو خليفة ، قال : حدثنا محمد بن كثير ، قال : حدثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن زيد بن وهب ، [ ص: 295 ] عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة ، قال : سمعت عبد الله بن عمرو ، يحدث في ظل الكعبة ، قال : كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر ، فمنا من ينتضل ، ومنا من هو في مجشره ، ومنا من يصلح خباءه ، إذ نودي بالصلاة جامعة ، فاجتمعنا ، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب يقول : لم يكن قبلي نبي إلا كان حقا على الله أن يدل أمته على ما هو خير لهم ، وينذرهم ما يعلم أنه شر لهم ، وإن هذه الأمة جعلت عافيتها في أولها ، وسيصيب آخرها بلاء ، فتجيء فتنة المؤمن ، فيقول : هذه مهلكتي ، ثم تجيء فيقول : هذه مهلكتي ، ثم تنكشف ، فمن أحب منكم أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة ، فلتدركه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه ، ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده ، وثمرة قلبه ، فليطعه ما استطاع " ، قال : قلت : هذا ابن عمك معاوية ، يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل ، ونهريق دماءنا ، وقال الله : يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وقال : ولا تقتلوا أنفسكم قال : ثم سكت ساعة ، ثم قال : " أطعه في طاعة الله ، واعصه في معصية الله .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية