الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          ( سننه في ضلال الناس وغوايتهم ) :

                          الشاهد الثامن قوله - تعالى - في حكاية عنه في مجادلة قومه : - ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم - 34 وفيه بيان لسنته - تعالى - في غواية الغاوين وكفر الكافرين وضلال الضالين إلخ . وقد بيناها في تفسير الآيات الكثيرة التي أسند فيها إليه - تعالى - فعل شيء من ذلك ، بما خلاصته أن الإغواء والإضلال عبارة عن وقوع الغواية والضلال بسنة الله في تأثير ارتكاب أسبابهما من الأعمال الاختيارية ، والإصرار عليها إلى أن تتمكن من صاحبها وتحيط به خطيئته حتى يفقد الاستعداد للرشاد والهدى ، وقد غفل عن هذه [ ص: 198 ] السنن علماء الكلام ، فطفقوا يتنازعون بينهم في خلق الله الكفر والضلال للإنسان حتى يكون عاجزا عن الإيمان والعمل الصالح : هل هو جائز من الخالق عقلا وشرعا وواقع فعلا ، أم هو مستحيل عليه وينزه عنه لأنه ظلم ينافي العدل والحكمة ؟ وأي الآيات فيه يجب تأويلها ؟ والحق إن شاء الله ما قلنا فلا تأويل .

                          الشاهد التاسع قوله - تعالى - : - ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة - 118 نص في أن سنته - تعالى - في البشر أن يتفرقوا بمقتضى الغريزة إلى شعوب وقبائل ، ويكونوا مختلفين في العقول والأفهام والمنازع ، وفي اللغات والأديان والشرائع ، ومتنازعين في المصالح والمنافع .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية