الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1657 [ ص: 65 ] حديث ثامن لابن شهاب ، عن سالم مقطوع .

مالك ، عن ابن شهاب ، عن سالم بن عبد الله أن عمر بن الخطاب إنما رجع بالناس ، عن حديث عبد الرحمن بن عوف .

التالي السابق


قال أبو عمر : معنى حديث عبد الرحمن بن عوف في الطاعون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه ، فرجع عمر بن الخطاب من سرغ .

وقد ذكرنا هذا الحديث بتمامه فيما تقدم من كتابنا هذا ، وذلك في باب ابن شهاب ، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة ، وذكرنا ما فيه من المعاني في حديث ابن شهاب ، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن . ورواية سالم لهذا الحديث ، عن عبد الرحمن بن عوف أو ، عن عمر بن الخطاب لا تتصل ، والحديث ثابت متصل ( صحيح من وجوه ) من حديث مالك وغيره ، وسيأتي في موضع من كتابنا هذا إن شاء الله .

[ ص: 66 ] وهكذا روى هذا الحديث جماعة الرواة ، عن مالك كما ذكرنا ، عن ابن شهاب ، عن سالم بهذا اللفظ إلا بشر بن عمر فإنه قال فيه : ، عن مالك ، عن ابن شهاب أن سالم بن عبد الله وعبد الله بن عامر بن ربيعة أخبراه أن عمر بن الخطاب حين خرج إلى الشام إنما رجع بالناس من سرغ ، عن حديث عبد الرحمن بن عوف أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا سمعتم به في أرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه فجمع بشر عن مالك الحديثين جميعا ورفعهما ، وليس حديث سالم مصرحا بما وقع في شيء من الموطآت ، وقد رواه يونس بن يزيد ومحمد بن إسحاق ، عن ابن شهاب ، عن سالم وعبد الله بن عامر جميعا أن عمر بن الخطاب إنما رجع بالناس من سرغ ، عن حديث عبد الرحمن بن عوف ، هكذا قالا ، لم يذكراه مرفوعا ولا ساقا له متنا على نحو ما قال مالك في حديث سالم هذا سواء .

وقد وهم في هذا الحديث أيضا ابن أبي ذئب ، فرواه ، عن ابن شهاب ، عن سالم بن عبد الله بن ربيعة ، لم يتابع عليه ، وإنما هو عن ابن شهاب ، عن سالم وعبد الله بن عامر ( بن ربيعة ) جميعا ؛ لأن سالما رواه ، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة ، وقول ابن أبي ذئب ( ذلك وهم وغلط إن صح ذلك ، عن ابن أبي ذئب ) [ ص: 67 ] وقد جود مالك لفظ حديثي ابن شهاب جميعا ، عن سالم وعن عبد الله بن عامر ، وعند ابن شهاب في الطاعون أحاديث ، منها حديثه عن سالم هذا ، وحديثه عن عامر بن ربيعة على ما ذكرناه عنه فيما مضى من كتابنا هذا ، وحديثه عن عبد الحميد بن عبد الرحمن ، وقد جاء في موضعه من كتابنا هذا ؛ لأنه من رواية مالك عنه أيضا ، ومنها حديثه ، عن عامر بن سعد ، عن أسامة بن زيد ، وليس هذا عند مالك ، عن ابن شهاب ، وهو عنده ، عن محمد بن المنكدر وأبي النضر ، وهذه كلها أحاديث متصلة صحاح ثابتة ، والحمد لله .




الخدمات العلمية