وهو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي . هكذا نسبه وغيره ، ليس في ذلك اختلاف ، قال مصعب الزبيري مصعب : وأمه من بني الدئل بن عبد مناة بن كنانة .
قال أبو عمر :
كنيته أبو بكر وكان من علماء التابعين وفقهائهم , مقدم في الحفظ والإتقان والرواية والاتساع ، إمام جليل من أئمة [ ص: 102 ] الدين ، أدرك جماعة من الصحابة وروى عنهم ، منهم : أنس بن مالك وسهل بن سعد وعبد الرحمن بن أزهر الزهري وسنين أبو جميلة السلمي ومنهم عبد الله بن عمر فيما ذكره معمر عن أنه سمع منه حديثه في الحج مع ابن شهاب الحجاج وقيل : إنه سمع منه حديثين ، وقيل : ثلاثة ، وقد ذكرنا من صحح ذلك ومن نفاه في باب عن ابن شهاب سالم من هذا الكتاب ، وسمع من جماعة أدركوا النبي - صلى الله عليه وسلم - وهم صغار ، مثل : ابن شهاب ( محمود بن الربيع ) وعبد الله بن عامر بن ربيعة وأبي الطفيل ونظرائهم ، وقد روي عن والسائب بن يزيد أنه ذكر عنده عمرو بن دينار فقال : وأي شيء عنده , أنا لقيت الزهري جابرا ولم يلقه ، ولقيت ولم يلقه ، ولقيت ابن عمر ولم يلقه . فقدم ابن عباس مكة فقيل الزهري لعمرو : قد جاء فقال : احملوني إليه - وكان قد أقعد - فحمل إليه فلم يأت أصحابه إلا بعد هوي من الليل فقيل له : كيف رأيت ؟ فقال : والله ما رأيت مثل هذا القرشي قط . الزهري
أخبرنا قال : حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال : حدثنا قاسم بن أصبغ أحمد بن زهير قال : حدثنا أحمد [ ص: 103 ] بن يونس قال : حدثنا قال : قلت عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون : يا لابن شهاب أبا بكر في حديث ذكره .
وحدثنا قال : حدثنا عبد الوارث بن سفيان قاسم قال : حدثنا أحمد بن زهير قال : حدثنا قال : حدثنا موسى بن إسماعيل عن ابن عيينة قال : جالست عمرو بن دينار جابر بن عبد الله وابن عمر وابن عباس فلم أر أحدا أنسق للحديث من وابن الزبير . الزهري
حدثني قال : حدثنا خلف بن القاسم بن سهل الحافظ أبو الميمون عبد الرحمن بن عمر البجلي بدمشق ، قال : حدثنا قال : حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم عن أيوب بن سويد قال : ما داهن الأوزاعي ملكا من الملوك قط إذا دخل عليه ، ولا أدركت خلافة ابن شهاب هشام أحدا من التابعين أفقه منه .
وحدثنا قال : حدثنا خلف بن القاسم عبد الرحمن بن عمر قال : حدثنا أبو زرعة قال : حدثنا هشام بن خالد قال : حدثنا قال : حدثنا الوليد بن مسلم قال : سمعت سعيد بن عبد العزيز مكحولا يقول : أعلم الناس . ابن شهاب
[ ص: 104 ] قال الوليد : وسمعت يقول : ما سعيد بن عبد العزيز إلا بحر . ابن شهاب
وحدثني قال : حدثنا خلف بن القاسم أبو الميمون قال : حدثنا أبو زرعة قال : حدثنا سليمان بن عبد الرحمن قال : حدثنا ابن عياش عن قال : قلت أبي بكر بن أبي مريم لمكحول : من أعلم الناس ؟ قال : قلت : ثم من ؟ قال ابن شهاب . ابن شهاب
أخبرنا أحمد بن محمد قال : حدثنا أحمد بن الفضل قال : حدثنا قال : حدثنا محمد بن جرير قال : حدثنا ابن البرقي قال : سمعت عمرو بن أبي سلمة يقول عن سعيد بن عبد العزيز مكحول قال : ما بقي على ظهرها أعلم بسنة ماضية من . الزهري
وحدثنا أحمد بن محمد قال : حدثنا أحمد بن الفضل قال : حدثنا قال : حدثنا محمد بن جرير قال : حدثنا ابن البرقي قال : سمعت عمرو بن أبي سلمة [ ص: 105 ] يذكر عن سعيد بن بشير قتادة قال : ما بقي على ظهرها إلا اثنان وآخر ، فظننا أنه يعني نفسه . الزهري
وحدثنا أحمد بن محمد قال : حدثنا أحمد بن الفضل قال : حدثنا قال : حدثت عن محمد بن جرير قال : حدثني عبد العزيز بن عبد الله الأويسي عن أبيه ، قال : ما جمع أحد بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما جمع إبراهيم بن سعد بن إبراهيم . الزهري
وذكر ( في كتاب المعرفة ) قال : حدثنا الحسن بن علي الحلواني محمد بن عيسى ( قال : حدثنا إسحاق بن عيسى ) الطباع قال : حدثني إبراهيم بن سعد عن أبيه ، قال : ما وعى أحد من العلم بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما وعى . ابن شهاب
وحدثنا قال : حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال : حدثنا قاسم بن أصبغ أحمد بن زهير قال : حدثنا أبو مسلم قال : حدثنا سفيان قال : قال الهذلي : جالست الحسن فما رأيت مثله . يعني وابن سيرين . الزهري
[ ص: 106 ] قال سفيان : كانوا يقولون ما بقي من الناس أحد أعلم بالسنة منه .
حدثنا قال : حدثنا خلف بن القاسم عبد الرحمن بن عمر قال : حدثنا أبو زرعة قال : حدثني معن بن الوليد قال : حدثنا قال : حدثنا جنادة بن محمد المري عن مخلد بن حسين عن الأوزاعي قال : قال لي سليمان بن حبيب المحاربي : ما أتاك به عمر بن عبد العزيز بسنده فاشدد به يديك . الزهري
وأخبرنا عبد الرحمن بن مروان قال : حدثنا الحسن بن يحيى القلزمي قال : حدثنا حاتم بن سهل قال : حدثنا قال : حدثنا إسحاق بن منصور قال : حدثنا ابن مهدي وهيب قال : سمعت أيوب يقول : ما رأيت أحدا أعلم من فقيل له : ولا الزهري الحسن ؟ قال : ما رأيت أعلم من . الزهري
وحدثنا قال : حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال : حدثنا قاسم بن أصبغ أحمد بن زهير قال : حدثنا قال : حدثنا أحمد بن حنبل عن عبد الرحمن بن مهدي وهيب [ ص: 107 ] قال : سمعت أيوب يقول : ما رأيت ( أحدا ) أعلم من فقال له الزهري : ولا صخر بن جويرية الحسن ؟ فقال : ما رأيت أعلم من . الزهري
وحدثنا قال : حدثنا خلف بن القاسم عبد الرحمن بن عمر قال : حدثنا أبو زرعة قال : حدثني أحمد قال : حدثنا قال : سمعت مروان بن محمد يقول : أخذت بلجام بغلة مالك بن أنس فسألته أن يعيد علي حديثا فقال : ما استعدت حديثا قط . الزهري
حدثنا عبد الله حدثنا أحمد حدثنا محمد حدثنا الزبير بن أبي بكر حدثنا ( حدثنا إسماعيل بن أبي أويس مالك ) قال : حدثنا أربعين حديثا فتوهمت في حديث منها ، فانتظرته حتى خرج ، ثم سألته - وأخذت بلجام بغلته - عن الحديث الذي شككت فيه فقال : أولم أحدثكه ؟ قلت : بلى ، ولكني توهمت فيه , فقال : لقد فسدت الرواية خل لجام البغلة . فخليته ومضى . ابن شهاب
أخبرنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا حدثنا أبو إسماعيل الترمذي أبو صالح عن قال : ما رأيت عالما قط أجمع من الليث بن سعد ولا أكثر علما [ ص: 108 ] ولو سمعت ابن شهاب يحدث بالترغيب لقلت : ما يحسن إلا هذا ، وإن حدث عن الأنبياء وأهل الكتاب قلت : لا يحسن إلا هذا ، وإن حدث عن العرب والأنساب قلت : لا يحسن إلا هذا ، وإن حدث عن القرآن ، والسنة كان حديثه . ابن شهاب
وذكر الحلواني قال : حدثنا قال : حدثنا يحيى بن بكير الليث عن قال : قلت جعفر بن ربيعة : من أفقه لعراك بن مالك أهل المدينة فقال : أما أعلمهم بقضايا رسول الله ، - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر وعثمان وأفقههم فقها وأعلمهم بما مضى من أمر الناس وأما أغزرهم حديثا فسعيد بن المسيب ولا تشاء أن تفجر من فعروة بن الزبير بحرا إلا فجرته ، قال عبيد الله بن عبد الله : وأعلمهم عندي عراك لأنه جمع علمهم جميعا إلى علمه . ابن شهاب
حدثنا خلف بن أحمد حدثنا أحمد بن سعيد حدثنا أحمد بن خالد حدثنا مروان حدثنا أبو حاتم حدثنا حدثنا الأصمعي قال : سمعت عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون يقول : ما كتبت شيئا قط ، ولقد وليت الصدقة فأتيت ابن شهاب فأخرج إلي كتاب [ ص: 109 ] الصدقة فقرأه علي فحفظته وأتيت إلى ( سالم بن عبد الله فقرأ علي كتاب العقول فحفظته . أبي بكر ) بن حزم
أخبرنا عبد الله بن محمد بن يوسف قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل قال : حدثنا محمد بن الحسن قال : حدثنا الزبير بن أبي بكر قال : حدثني عن إبراهيم بن المنذر عبد العزيز بن عمران أن عبد الملك كتب إلى أهل المدينة يعاتبهم فوصل كتابه في طومار فقرئ ( الكتاب ) على الناس على المنبر ، فلما فرغوا وافترق الناس اجتمع إلى جلساؤه فقال لهم سعيد بن المسيب سعيد : ما كان في كتابكم ؟ فإنا نود أن نعرف ما فيه . فجعل الرجل منهم يقول : فيه كذا ( وكذا ) والآخر يقول : فيه كذا وكذا ( أيضا ) فلم يشتف سعيد فيما سأل عنه فقال : فقال : أتحب ( يا لابن شهاب أبا محمد ) أن تسمع كل ما فيه ( كاملا ) ؟ قال : نعم .
[ ص: 110 ] قال : فأمسك فهذه - والله - هذا ، كأنما هو في يده فقرأه حتى أتى على آخره ، قال : وقال : ما استودعت قلبي شيئا قط فنسيته . ابن شهاب
أخبرنا حدثنا سعيد بن نصر حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا ابن وضاح حدثنا دحيم قال : حدثنا عبد الأعلى أبو مسهر قال : كان سعيد بن عبد العزيز يقول : إذا جاءنا العلم من الحجاز عن سليمان بن موسى قبلناه ، وإن جاءنا من الزهري العراق عن الحسن قبلناه ، وإن جاءنا من الجزيرة عن قبلناه ، وإن جاءنا من ميمون بن مهران الشام عن مكحول قبلناه ، قال : سعيد كان هؤلاء الأربعة علماء الناس في خلافة هشام .
حدثنا خلف بن أحمد حدثنا أحمد بن سعيد قال : سمعت عبد الله بن جعفر ( أبا ) القاسم القزويني يقول : سمعت طاهر بن خالد بن نزار يقول : سمعت أبي يقول : سمعت القاسم بن مبرور يقول : سمعت [ ص: 111 ] يقول : كان يونس بن يزيد إذا دخل رمضان ، فإنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام . وكان ابن شهاب أكرم الناس , وأخباره في الجود كثيرة ( جدا ) نذكر منها لمحة دالة : ابن شهاب
أخبرنا عبد الله بن محمد حدثنا ( أحمد بن محمد ) بن إسماعيل حدثنا محمد بن الحسن حدثنا الزبير بن أبي بكر القاضي حدثنا عن سفيان بن عيينة قال : ما رأيت أنص للحديث من عمرو بن دينار ولا رأيت أجود منه ، ما كانت الدنانير والدراهم عنده إلا بمنزلة البعر . ابن شهاب
قال الزبير : وحدثني عبد الرحمن بن عبد الله الزهري عن عمه موسى بن عبد العزيز قال : كان إذا أبى أحد من أصحاب الحديث ( أن ) يأكل طعامه حلف أن لا يحدثه عشرة أيام . ابن شهاب
وذكر عن ابن وهب مالك قال : قيل لو جلست إلى سارية تفتي الناس ، قال : إنما يجلس هذا المجلس من زهد في الدنيا . لابن شهاب
وذكر الحلواني حدثنا أبو صالح عن الليث عن أنه قال : ما استودعت قلبي شيئا قط فنسيته . ابن شهاب
[ ص: 112 ] قال ( الحلواني ) : وحدثنا قال : حدثنا أحمد بن صالح مطرف قال : سمعت مالكا يقول : ما رأيت محدثا فقيها إلا واحدا . قلت : من هو ؟ قال : . ابن شهاب
وقال : سمعت عبيد الله بن سعيد أبو قدامة يقول : ما أحد أعلم بحديث المدنيين من يحيى بن سعيد القطان وبعد الزهري الزهري وليس مرسل أصح من مرسل يحيى بن أبي كثير لأنه حافظ ، وقال الزهري : حديث ابن المبارك عندنا كأخذ باليد . الزهري
قال ورأي أحب إلي من حديث الزهري . أبي حنيفة
قال أبو عمر :
أخبار أكثر من أن تحوى في كتاب فضلا عن أن تجمع في باب ، وإنما ذكرت منها هاهنا طرفا دالا على موضعه ومكانه من العلم ، وإمامته وحفظه ، وكان نقش خاتم الزهري : الزهري محمد يسأل الله العافية ، ومما ينشد يخاطب أخاه لابن شهاب عبد الله :
أقول لعبد الله يوم لقيته وقد شد أحلاس المطي مشرقا تتبع خبايا الأرض وادع مليكها
لعلك يوما أن تجاب فترزقا
وولد - رحمه الله - سنة إحدى وخمسين وقيل سنة ثمان وخمسين في آخر خلافة معاوية وهي السنة التي توفيت فيها عائشة أم المؤمنين ، ومات رضي الله عنه سنة أربع وعشرين ومائة في شهر رمضان ليلة سبع عشرة منه ، وهو ابن ست وستين ( سنة ) ( وذلك قبل موت وأبو هريرة هشام بعام ) وقيل : إنه مات وهو ابن اثنتين وسبعين سنة ودفن على قارعة الطريق ليدعى له ، وكانت وفاته بضيعة له بناحية شغب وبدا , مرض هنالك وأوصى أن يدفن على قارعة الطريق فدفن بموضع يقال له إدامى ، وهي خلف شغب وبدا ، وهي أول عمل فلسطين ، وآخر عمل الحجاز .
[ ص: 114 ] هذا كله قول الواقدي ومصعب الزبيري والزبير بن بكار وغيرهم ، دخل كلام بعضهم في بعض ، والله المستعان . والطبري
في الموطإ رواية ولابن شهاب عن يحيى بن يحيى مالك من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مائة حديث ، وأحد وثلاثون حديثا ، منها متصلة مسندة اثنان وتسعون حديثا ، وسائرها منقطعة مرسلة , فأول المسند ما رواه عن وذلك خمسة أحاديث . أنس بن مالك