الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
3- الشروط اللازمة فيمن يحاور باسم الدين:

المتوقع من إجراء الحوار أو الجدال أن يفضي إلى نتائج حاسمة، فيها طرف منتصر وآخر منهزم، من هنا تكمن خطورته وأهميته، والقرآن الكريم إذ يدعو إلى الحوار كقيمة دعوية، إنما يفعل ذلك لأن هذا الدين هو الحق ودونه الباطل، فآياته ظاهرة، وحججه قاهرة. غير أن ذلك لا يعني أن كل من انبرى للتحدي باسم الإسلام أنه لا محالة سيكسب الرهان، فقد يكون الداعية نفسه غير مؤهل لخوض هذا المعترك، ولا يؤمن أن يمثل بالدين بدل تمثيله، ويكون كمحامي فاشل يدافع عن قضية عادلة لذلك، قيل:

"من الخطأ أن يتصدى للدفاع عن الحق من كان على الباطل.

من الخطأ أن يتصدى للدفاع عن الحق من لا يعرف الحق.

من الخطأ أن يتصدى للدفاع عن الحق من لا يجيد الدفاع عن الحق.

من الخطأ أن يتصدى للدفاع عن الحق من لا يدرك مسالك الباطل.

إذن، فليس كل أحد مؤهلا للدخول في حوار صحي صحيح يؤتي ثمارا يانعة ونتائج طيبة.

والذي يجمع لك كل ذلك: (العلم)؛ فلا بد من التأهيل العلمي للمحاور، ويقصد بذلك التأهيل العلمي المختص"

[1] . [ ص: 153 ]

وهكذا تظهر الدعوة إلى الحـوار خطـوة دعوية متقدمـة، لا ينهض بها إلا المتمكن للموضوع مجال الحوار، الملم بحجج الطرفين ونقاط الضعف والقوة، بحيث يضع لكل سؤال جواب، ولكل شبهة ردها المقنع، وإلا كانت النتيجة فتنة على الناس؛ لأن ضعف الداعية سيعني فساد الفكر الذي يدعو إليه وصحة فكر الطرف الآخر.

التالي السابق


الخدمات العلمية