الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا علي بن عبد العزيز ، ثنا أبو نعيم ، ثنا عمر بن ذر ، ثنا مجاهد أن أبا هريرة كان يقول : " والله الذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد على كبدي من الجوع ، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع ، ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه ، فمر بي أبو بكر ، فسألته عن آية من كتاب الله ، ما سألته إلا ليستتبعني ، فمر ولم يفعل . ثم مر بي عمر فسألته عن آية من كتاب الله تعالى ، ما سألته إلا ليستتبعني ، فمر ولم يفعل ، ثم مر بي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم وعرف ما في نفسي وما في وجهي ثم قال : " يا أبا هر ، قلت : لبيك يا رسول الله قال : الحق ، ثم مضى واتبعته . فدخل واستأذنت وأذن لي ، فدخلت فوجد لبنا في قدح فقال من أين هذا اللبن؟ فقالوا : أهداه لك فلان ، أو فلانة ، فقال : يا أبا هر . فقلت : لبيك يا رسول الله قال : الحق أهل الصفة فادعهم ، قال : وأهل الصفة أضياف الإسلام لا يأوون على أحد ولا مال ، إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئا ، وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها" .

              حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة ، ثنا محمد بن يحيى بن منده ، ثنا محمد بن العلاء ، ثنا محمد بن فضيل ، عن أبيه ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، قال : كنت في سبعين رجلا من أصحاب الصفة ما منهم رجل عليه رداء ، إما بردة ، أو كساء قد ربطوها في أعناقهم .

              حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ، ثنا أحمد بن محمد بن الهيثم الدوري ، ثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق ، قال : سمعت أبي ، يقول : ثنا أبو حمزة ، عن جابر ، عن عامر ، عن أبي هريرة ، قال : كنت [ ص: 378 ] من أصحاب الصفة ، فظللت صائما ، فأمسيت وأنا أشتكي بطني ، فانطلقت لأقضي حاجتي فجئت وقد أكل الطعام ، وكان أغنياء قريش يبعثون بالطعام إلى أهل الصفة ، فقلت : إلى من؟ فقال : إلى عمر بن الخطاب فأتيته وهو يسبح بعد الصلاة فانتظرته فلما انصرف دنوت منه ، فقلت : أقرئني . وما أريد إلا الطعام ، قال : فأقرأني آيات من سورة آل عمران ، فلما بلغ أهله دخل وتركني على الباب فأبطأ ، فقلت : ينزع ثيابه ثم يأمر لي بطعام ، فلم أر شيئا . فلما طال علي قمت فمشيت فاستقبلني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " يا أبا هريرة إن خلوف فمك الليلة لشديد ، فقلت : أجل يا رسول الله لقد ظللت صائما وما أفطرت بعد وما أجد ما أفطر عليه ، قال : فانطلق ، فانطلقت معه حتى أتى بيته فدعا جارية له سوداء ، فقال : آتينا بتلك القصعة ، قال : فأتتنا بقصعة فيها وضر من طعام ، أراه شعيرا ، قد أكل وبقي في جوانبها بعضه ، وهو يسير ، فسميت وجعلت أتتبعه ، فأكلت حتى شبعت .

              حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أبو العباس أحمد بن محمد الخزاعي ، ثنا موسى بن إسماعيل ، ثنا أبو هلال ثنا محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة ، قال : " لقد رأيتني أصرع بين منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين حجرة عائشة رضي الله تعالى عنها ، فيقول الناس : إنه مجنون وما بي جنون ، ما بي إلا الجوع " .

              رواه يحيى بن حسان ، عن أبي مثله ، ورواه وكيع ، عن يزيد بن إبراهيم ، عن ابن سيرين . ورواه المقبري وأبو حازم وغيرهما ، عن أبي هريرة .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية