الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              وذكر حذيفة بن اليمان خالط أهل الصفة مدة فنسب إليهم وهو وأبوه من المهاجرين ، فخيره النبي صلى الله عليه وسلم بين الهجرة والنصرة فاختار النصرة وحالف الأنصار فعد في جملتهم . تقدم ذكرنا له ولأحواله في الطبقة الأولى .

              كان بالفتن والآفات عارفا ، وعلى العلم والعبادة عاكفا ، وعن التمتع بالدنيا عازفا . بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب سرية وحده ، وألبسه عباءته بعد أن كفي في سيره ريحه وبرده .

              حدثنا محمد بن أحمد ، ثنا عبد الله بن شيرويه ، ثنا إسحاق بن راهويه ، ثنا جرير ، عن الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، قال : كنا عند حذيفة بن اليمان ، فقال : لقد ركبنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب في ليلة ذات ريح شديدة وقر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا رجل يأتيني بخبر القوم يكون معي يوم القيامة ؟ " فأمسك القوم . ثم قالها الثانية ، ثم الثالثة . ثم قال : " يا حذيفة قم فأتنا بخبر القوم " ، فلم أجد بدا إذ دعاني باسمي أن أقوم . فقال : " ائتني بخبر القوم ولا تذعرهم علي " ، قال : فمضيت كأنما أمشي في حمام حتى أتيتهم ، قال : ثم رجعت كأنما أمشي في حمام ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، قال : ثم أصابني حين فرغت البرد فألبسني رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها ، فلم أزل نائما حتى الصبح . فلما أن أصبحت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قم يا نومان " .

              حدثنا محمد بن أحمد الغطريفي ، ثنا عبد الله بن محمد ، ثنا إسحاق بن راهويه ، قال : أخبرني جرير ، عن عبد الله بن يزيد الأصبهاني ، عن يزيد بن [ ص: 355 ] أحمر عن حذيفة ، قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصفة ، فأراد بلال أن يؤذن ، فقال : " على رسلك يا بلال " ، ثم قال لنا : " اطعموا فطعمنا " ثم قال لنا : " اشربوا فشربنا " ثم قام إلى الصلاة . قال جرير : يعني به السحور .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية