الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                        نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

                                                                                                        الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        [ ص: 64 ] ( ولا يخرج من المسجد إلا لحاجة الإنسان أو الجمعة ) أما الحاجة فلحديث عائشة رضي الله عنها{ كان النبي عليه الصلاة والسلام لا يخرج من معتكفه إلا لحاجة الإنسان }ولأنه معلوم وقوعها ، ولا بد من الخروج في تقضيتها ، فيصير الخروج لها مستثنى ، ولا يمكث بعد فراغه من الطهور ، لأن ما ثبت بالضرورة يتقدر بقدرها . وأما الجمعة فلأنها من أهم حوائجه ، وهي معلوم وقوعها . وقال الشافعي رحمه الله : الخروج إليها مفسد ، لأنه يمكنه الاعتكاف في الجامع ، ونحن نقول : الاعتكاف في كل مسجد مشروع ، وإذا صح الشروع فالضرورة مطلقة في الخروج ، ويخرج حين تزول الشمس لأن [ ص: 65 ] الخطاب يتوجه بعده ، وإن كان منزله بعيدا عنه يخرج في وقت يمكنه إدراكها ويصلي قبلها أربعا ، وفي رواية ستا ، الأربع سنة والركعتان تحية المسجد ، وبعدها أربعا أو ستا على حسب الاختلاف في سنة الجمعة ، وسننها توابع لها فألحقت بها . ولو أقام في مسجد الجامع أكثر من ذلك لا يفسد اعتكافه ، لأنه موضع اعتكاف ، إلا أنه لا يستحب ، لأنه التزم أداءه في مسجد واحد فلا يتمه في مسجدين من غير ضرورة .

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        الحديث الثالث : روت عائشة ، قالت : { كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يخرج من معتكفه إلا لحاجة الإنسان } ، قلت : غريب بهذا اللفظ ، وأخرجه الأئمة الستة في كتبهم عن عائشة [ ص: 65 ] قالت : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اعتكف يدني إلي رأسه ، فأرجله ، وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان } ، انتهى .

                                                                                                        وبوب عليه البيهقي في " المعرفة : { المعتكف لا يخرج إلا لما لا بد منه }" ، وتقدم في حديث عائشة : { ولا يخرج لحاجة إلا لما لا بد منه }.




                                                                                                        الخدمات العلمية