الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                        نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

                                                                                                        الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        [ ص: 429 ] ( وليس على الصبي من بني تغلب في سائمته شيء ، وعلى المرأة منهم ما على الرجل ) لأن الصلح قد جرى على ضعف ما يؤخذ من المسلمين ، ويؤخذ من نساء المسلمين دون صبيانهم .

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        قوله : لأن الصلح قد جرى على ضعف ما يؤخذ من المسلمين يعني مع بني تغلب [ ص: 430 ] قلت : أخرج البيهقي رحمه الله عن عبادة بن النعمان التغلبي في حديث طويل ، أن عمر رضي الله عنه لما صالحهم يعني نصارى بني تغلب على تضعيف الصدقة ، قالوا : نحن عرب لا نؤدي ما يؤدي العجم ، ولكن خذ منا كما يأخذ بعضكم من بعض ، يعنون الصدقة ، فقال عمر رضي الله عنه : لا ، هذه فرض المسلمين ، قالوا : فزد ما شئت بهذا الاسم لا باسم الجزية ، ففعل ، فتراضى هو وهم على أن تضعف عليهم الصدقة ، وفي بعض طرقه : سموها ما شئتم ، وروي أيضا من حديث داود بن كردوس ، قال : صالح عمر رضي الله عنه بني تغلب على أن يضاعف عليهم الصدقة ، ولا يمنعوا فيها أحدا أن يسلم ، ولا أن يغمسوا أولادهم ، وهذا رواه ابن أبي شيبة في " مصنفه " : حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني عن السفاح بن مطر عن داود بن كردوس عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فذكره ، وزاد : وأن لا ينصروا صغيرا .

                                                                                                        ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في " كتاب الأموال " حدثنا أبو معاوية عن الشيباني به ، وزاد فيه : من كل عشرين درهما درهم ، ثم قال : حدثنا سعيد بن سليمان عن هشيم ثنا مغيرة عن السفاح بن المثنى الشيباني عن زرعة بن النعمان ، أو النعمان بن زرعة ، أنه سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وكلمه في نصارى بني تغلب ، قال : كان عمر رضي الله عنه قد هم أن يأخذ منهم الجزية ، فتفرقوا في البلاد ، فقال النعمان بن زرعة لعمر : يا أمير المؤمنين ، إن بني تغلب قوم عرب يأنفون من الجزية ، وليست لهم أموال ، إنما هم أصحاب حروث ومواشي ، ولهم نكاية في العدو ، فلا تعن عدوك عليك بهم ، قال : فصالحهم عمر رضي الله عنه على أن تضعف عليهم الصدقة ، واشترط عليهم أن لا ينصروا أولادهم . انتهى .

                                                                                                        ورواه أبو أحمد حميد بن زنجويه النسائي في " كتاب الأموال " : حدثنا أبو النعمان حدثنا أبو عوانة عن المغيرة به أن عمر رضي الله عنه أراد أن يأخذ من نصارى بني تغلب الجزية فتفرقوا في البلاد ، إلى آخره ، وروى عبد الرزاق في " مصنفه في كتاب أهل الكتاب " أخبرنا عبد الله بن كثير عن شعبة عن الحكم بن عتيبة [ ص: 431 ] قال : سمعت إبراهيم النخعي رضي الله عنه يحدث عن زياد بن حدير ، وكان زياد يومئذ حيا أن عمر رضي الله عنه بعثه مصدقا ، فأمره أن يأخذ من نصارى بني تغلب العشر ، ومن نصارى العرب نصف العشر . انتهى .

                                                                                                        وفي " الطبقات " لابن سعد زياد بن حدير الأسدي يروي عن عمر ، وعلي ، وطلحة بن عبيد الله رضي الله عنهم . انتهى




                                                                                                        الخدمات العلمية