الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                        نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

                                                                                                        الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        ( ولو دخل مصرا على عزم أن يخرج غدا أو بعد غد ولم ينو مدة الإقامة حتى بقي على ذلك سنين قصر ) ; لأن ابن عمر رضي الله عنه أقام [ ص: 222 ] بأذربيجان ستة أشهر وكان يقصر ، وعن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم مثل ذلك ( وإذا دخل العسكر أرض الحرب فنووا الإقامة بها قصروا ، وكذلك إذا حاصروا فيها مدينة أو حصنا ) ; لأن الداخل بين أن يهزم فيقر وبين أن ينهزم فيفر ، فلم تكن دار إقامة ( وكذا إذا حاصروا أهل البغي في دار الإسلام في غير مصر ، أو حاصروهم في البحر ) ; لأن حالهم مبطل عزيمتهم ، وعند زفر رحمه الله يصح في الوجهين إذا كانت الشوكة لهم ، للتمكن من القرار ظاهرا ، وعند أبي يوسف رحمه الله يصح إذا كانوا في بيوت المدر ; لأنه موضع إقامة .

                                                                                                        ( ونية الإقامة من أهل الكلأ وهم أهل الأخبية ، قيل : لا تصح ، والأصح أنهم مقيمون ) يروى ذلك عن أبي يوسف ; لأن الإقامة أصل ، فلا تبطل بالانتقال من مرعى إلى مرعى .

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        قوله : " روي أن ابن عمر أقام بأذربيجان ستة أشهر ، وكان يقصر " ، وعن [ ص: 222 ] جماعة من الصحابة مثل ذلك ، قلت : رواه عبد الرزاق في " مصنفه " أخبرنا عبد الله بن عمر عن نافع أن ابن عمر أقام بأذربيجان ستة أشهر يقصر الصلاة . انتهى .

                                                                                                        وأخرج البيهقي في " المعرفة " عن عبيد الله بن عمر عن نافع أن ابن عمر ، قال : ارتج علينا الثلج ، ونحن بأذربيجان ستة أشهر في غزاة ، وكنا نصلي ركعتين . انتهى . قال النووي : وهذا سند على شرط الصحيحين .

                                                                                                        أثر آخر : رواه عبد الرزاق أيضا ، أخبرنا هشام بن حسان عن الحسن ، قال : كنا مع عبد الرحمن بن سمرة ، ببعض بلاد فارس ، سنتين ، فكان لا يجمع ، ولا يزيد على ركعتين . انتهى .

                                                                                                        أخبرنا الثوري عن يونس عن الحسن ، نحوه .

                                                                                                        أثر آخر : رواه عبد الرزاق أيضا أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن جعفر بن عبيد الله أن أنس بن مالك أقام بالشام شهرين مع عبد الملك بن مروان ، يصلي ركعتين ركعتين . انتهى .

                                                                                                        ورواه البيهقي ، قال النووي : وفي سنده عبد الوهاب بن عطاء ، مختلف فيه ، وثقه الأكثرون ، واحتج به مسلم في " صحيحه " . [ ص: 223 ] أثر آخر : رواه ابن أبي شيبة في " مصنفه " حدثنا وكيع ثنا المثنى بن سعيد عن أبي جمرة نصر بن عمران ، قال : قلت لابن عباس : إنا نطيل القيام بخراسان ، فكيف ترى ؟ قال : صل ركعتين ، وإن أقمت عشر سنين . انتهى




                                                                                                        الخدمات العلمية