الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                        نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

                                                                                                        الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        ( ولو قال : أنت علي مثل أمي أو كأمي يرجع إلى نيته ) لينكشف حكمه [ ص: 503 ] ( فإن قال : أردت الكرامة فهو كما قال ) ; لأن التكريم بالتشبيه فاش في الكلام ( وإن قال : أردت الظهار فهو ظهار ) ; لأنه تشبيه بجميعها ، وفيه تشبيه بالعضو لكنه ليس بصريح فيفتقر إلى النية ( وإن قال : أردت الطلاق فهو طلاق بائن ) ; لأنه تشبيه بالأم في الحرمة فكأنه قال : أنت علي حرام ونوى الطلاق ( وإن لم تكن له نية فليس بشيء ) عند أبي حنيفة وأبي يوسف رحمهما اللهلاحتمال الحمل على الكرامة . وقال محمد رحمه الله : يكون ظهارا ; لأن التشبيه بعضو منها لما كان ظهارا فالتشبيه بجميعها أولى . وإن عنى به التحريم لا غير ; فعند أبي يوسف رحمه الله هو إيلاء ليكون الثابت به أدنى الحرمتين ، وعند محمد رحمه الله ظهار ; لأن كاف التشبيه تختص به .

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        الخدمات العلمية