2 - 13 - ( باب وصية أهل العلم ) .
547 - عن قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " عمر بن الخطاب موسى - عليه السلام - : ، فأوحى الله إليه : يا يا رب ، أرني الذي كنت أريتني في السفينة موسى ، إنك ستراه ، فلم يلبث إلا يسيرا حتى أتاه الخضر في طيب ريح وحسن ثياب " البياض " ، فقال : السلام عليك يا موسى بن عمران ، إن ربك يقرأ عليك السلام ورحمة الله ، فقال موسى : هو السلام ، ومنه السلام ، وإليه السلام ، والحمد لله رب العالمين الذي لا أحصي نعمه ، ولا أقدر على شكره إلا بمعونته ، ثم قال موسى : إني أريد أن توصيني بوصية ينفعني الله بها بعدك . قال الخضر : يا طالب العلم ، إن القائل أقل ملالة من المستمع ، فلا تمل جلساءك إذا حدثتهم ، واعلم أن قلبك وعاء ، فانظر ماذا تحشو به وعاءك ، ; فإنها ليست لك بدار ولا لك فيها محل قرار ، وإنها جعلت بلغة للعباد ليتزودوا منها للمعاد ، ويا واعزف الدنيا وانبذها وراءك موسى ، وطن نفسك على الصبر تلق الحلم ، وأشعر قلبك التقوى تنل العلم ، ورض نفسك على الصبر تخلص من الإثم ، يا موسى ، تفرغ للعلم إن كنت تريده ، فإنما ، ولا تكونن مكثارا بالمنطق مهذارا ; فإن كثرة المنطق تشين العلماء ، وتبدي مساوئ السخفاء ، ولكن عليك بذي اقتصاد ; فإن ذلك من التوفيق والسداد ، العلم لمن تفرغ له ; فإن ذلك فضل الحكماء وزين العلماء ، إذا شتمك الجاهل فاسكت عنه سلما ، وجانبه حزما ; فإن ما لقي من جهله عليك وشتمه إياك أعظم وأكثر ، يا وأعرض عن الجهال ، واحلم عن السفهاء ابن عمران ، لا تفتحن بابا لا تدري ما غلقه ، ولا تغلقن بابا لا تدري ما فتحه ، يا ابن عمران من لا ينتهي من الدنيا نهمته ، ولا تنقضي فيها رغبته ، كيف يكون عابدا من يحقر حاله ويتهم الله بما قضى له ؟ كيف يكون زاهدا ؟ هل يكف عن الشهوات من قد غلب عليه هواه ، وينفعه طلب العلم والجهل قد حواه ؟ [ ص: 131 ] لأن سفره إلى آخرته وهو مقبل على دنياه ، يا موسى ، ، ولا تعلمه لتحدث به ؛ فيكون عليك بوره ، ويكون لغيرك نوره ، يا تعلم ما تعلم لتعمل به ابن عمران ، اجعل الزهد والتقوى لباسك ، والعلم والذكر كلامك ، وأكثر من الحسنات ; فإنك مصيب السيئات ، وزعزع بالخوف قلبك ; فإن ذلك يرضي ربك ، واعمل خيرا ; فإنك لابد عامل سواه ، قد وعظت إن حفظت . فتولى الخضر وبقي موسى حزينا مكروبا " . قال أخي
رواه في الأوسط ، وفيه الطبراني زكريا بن يحيى الوقار ، قال : كان يضع الحديث . ابن عدي