باب من دلائل نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم
575 - حدثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ، ثنا ، ثنا محمد بن يوسف الفريابي ، ح وحدثنا الأوزاعي أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي ، ثنا إبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زبر الحمصي ، حدثني أبي عبد الله بن العلاء ، عن ، الزهري ، قالا : ثنا والأوزاعي ، حدثني المطلب بن عبد الله بن حنطب عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري ، حدثني أبي ، قال : ، ثم دعا بركوة فوضعت بين يديه ، ثم دعا بماء ، فصبه فيها ، ثم مج فيها ، فتكلم بما شاء الله أن يتكلم ، ثم أدخل خنصره فيها ، فأقسم بالله لقد رأيت أصابع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تفجر ينابيع من الماء ، ثم أمر الناس فشربوا ، وسقوا ، وملأوا قربهم ، وأداويهم ، ثم ضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت نواجذه ، ثم قال : " أشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، لا يلقى الله بهما أحد يوم القيامة ، إلا دخل الجنة على ما كان ثم نادى في الجيش ، فجاءوا ، ثم أمرهم فأكلوا ، وطعموا ، وملأوا أوعيتهم ، ومزاودهم " . كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة غزاها ، فأصاب الناس مخمصة ، فاستأذن الناس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نحر بعض ظهورهم ، فهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يأذن لهم في ذلك ، فقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : أرأيت يا رسول الله إذا نحن نحرنا ظهرنا ، ثم لقينا [ ص: 212 ] عدونا غدا ونحن جياع رجال ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " فما ترى يا عمر ؟ " قال : تدعو الناس ببقايا أزوادهم ، ثم تدعو لنا فيها بالبركة ، فإن الله - عز وجل - سيبلغنا بدعوتك إن شاء الله ، قال : فكأنما كان على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غطاء ، فكشف فدعا بثوب ، فأمر به ، فبسط ، ثم دعا الناس ببقايا أزوادهم ، فجاءوا بما كان عندهم ، فمن الناس من جاء بالجفنة من الطعام - أو الحفنة - ومنهم من جاء بمثل البيضة ، فأمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فوضع على ذلك الثوب ، ثم دعا فيه بالبركة ، وتكلم بما شاء الله أن يتكلم ،