[
nindex.php?page=treesubj&link=29214سبيل السلامة من اللحن ] :
( والأخذ ) للأسماء والألفاظ ( من أفواههم ) ; أي : العلماء بذلك الضابطين له ممن أخذه أيضا عمن تقدم من شيوخه ، وهلم جرا ، ( لا ) من بطون ( الكتب ) أو الصحف من غير تدريب المشايخ .
( أدفع للتصحيف ) وأسلم من التبديل والتحريف ، ( فاسمع ) أيها الطالب ما أقوله لك ، ( وادأب ) أي : جد في تلقيه عن المتقنين المتقين ، وقد روينا عن
nindex.php?page=showalam&ids=16047سليمان بن موسى أنه قال : كان يقال :
nindex.php?page=treesubj&link=18623لا تأخذوا القرآن من مصحفي ، ولا العلم من صحفي . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15614ثور بن يزيد :
nindex.php?page=treesubj&link=24816_22322لا يفتي الناس صحفي ، ولا يقرئهم مصحفي . ولله در القائل :
ومن بطون كراريس روايتهم لو ناظروا باقلا يوما لما غلبوا والعلم إن فاته إسناد مسنده
كالبيت ليس له سقف ولا طنب
في أهاجي كثيرة للمتصف بذلك أورد منها
العسكري في ( التصحيف ) نبذة ، وكذا أورد فيه مما مدح به
خلف الأحمر :
لا يهم الحاء بالقراءة بالخاء ولا يأخذ إسناده من الصحف وقد استدل بعضهم بقول
nindex.php?page=showalam&ids=40عمران بن حصين رضي الله عنهما - لما حدث بحديث
[ ص: 166 ] عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وقال له
بشير بن كعب : ( إن في الحكمة كذا - : أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحدثني عن الصحف ) . لذلك ، وروينا في ( مسند
الدارمي ) عن
nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي أنه قال : ما زال هذا العلم عزيزا يتلقاه الرجال حتى وقع في الصحف ، فحمله أو دخل فيه غير أهله .
إذا علم هذا فاللحن - كما قال صاحب ( المقاييس ) : - بسكون الحاء ، إمالة الكلام عن جهته الصحيحة في العربية ، يقال : لحن لحنا . قال : وهو عندنا من الكلام المولد ; لأن اللحن محدث لم يكن في العرب العاربة ، واللحن بالتحريك الفطنة ، يقال : لحن لحنا فهو لحن ولاحن ، وفي الحديث : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=929957لعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض ) .
وذكر
الخطابي مثله وقال : يقال في الفطنة : لحن بكسر الحاء يلحن بفتحها ، وفي ( الزيغ عن الإعراب ) : لحن بفتح الحاء .
[
nindex.php?page=treesubj&link=29214سَبِيلُ السَّلَامَةِ مِنَ اللَّحْنِ ] :
( وَالْأَخْذُ ) لِلْأَسْمَاءِ وَالْأَلْفَاظِ ( مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ) ; أَيِ : الْعُلَمَاءِ بِذَلِكَ الضَّابِطِينَ لَهُ مِمَّنْ أَخَذَهُ أَيْضًا عَمَّنْ تَقَدَّمَ مِنْ شُيُوخِهِ ، وَهَلُمَّ جَرًّا ، ( لَا ) مِنْ بُطُونِ ( الْكُتُبِ ) أَوِ الصُّحُفِ مِنْ غَيْرِ تَدْرِيبِ الْمَشَايِخِ .
( أَدْفَعُ لِلتَّصْحِيفِ ) وَأَسْلَمُ مِنَ التَّبْدِيلِ وَالتَّحْرِيفِ ، ( فَاسْمَعْ ) أَيُّهَا الطَّالِبُ مَا أَقُولُهُ لَكَ ، ( وَادْأَبِ ) أَيْ : جِدَّ فِي تَلَقِّيهِ عَنِ الْمُتْقِنِينَ الْمُتَّقِينَ ، وَقَدْ رُوِّينَا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16047سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى أَنَّهُ قَالَ : كَانَ يُقَالُ :
nindex.php?page=treesubj&link=18623لَا تَأْخُذُوا الْقُرْآنَ مِنْ مُصْحَفِيٍّ ، وَلَا الْعِلْمَ مِنْ صُحُفِيٍّ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15614ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ :
nindex.php?page=treesubj&link=24816_22322لَا يُفْتِي النَّاسَ صُحُفِيٌّ ، وَلَا يُقْرِئُهُمْ مُصْحَفِيٌّ . وَلِلَّهِ دَرُّ الْقَائِلِ :
وَمِنْ بُطُونِ كَرَارِيسَ رِوَايَتُهُمْ لَوْ نَاظَرُوا بَاقِلًا يَوْمًا لَمَا غَلَبُوا وَالْعِلْمُ إِنْ فَاتَهُ إِسْنَادُ مُسْنِدِهِ
كَالْبَيْتِ لَيْسَ لَهُ سَقْفٌ وَلَا طُنُبُ
فِي أَهَاجِي كَثِيرَةٍ لِلْمُتَّصِفِ بِذَلِكَ أَوْرَدَ مِنْهَا
الْعَسْكَرِيُّ فِي ( التَّصْحِيفِ ) نُبْذَةً ، وَكَذَا أَوْرَدَ فِيهِ مِمَّا مُدِحَ بِهِ
خَلَفٌ الْأَحْمَرُ :
لَا يَهِمُ الْحَاءَ بِالْقِرَاءَةِ بِالْخَاءِ وَلَا يَأْخُذُ إِسْنَادَهُ مِنَ الصُّحُفِ وَقَدِ اسْتَدَلَّ بَعْضُهُمْ بِقَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=40عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - لَمَّا حَدَّثَ بِحَدِيثٍ
[ ص: 166 ] عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَقَالَ لَهُ
بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ : ( إِنَّ فِي الْحِكْمَةِ كَذَا - : أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتُحَدِّثُنِي عَنِ الصُّحُفِ ) . لِذَلِكَ ، وَرُوِّينَا فِي ( مُسْنَدِ
الدَّارِمِيِّ ) عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13760الْأَوْزَاعِيِّ أَنَّهُ قَالَ : مَا زَالَ هَذَا الْعِلْمُ عَزِيزًا يَتَلَقَّاهُ الرِّجَالُ حَتَّى وَقَعَ فِي الصُّحُفِ ، فَحَمَلَهُ أَوْ دَخَلَ فِيهِ غَيْرُ أَهْلِهِ .
إِذَا عُلِمَ هَذَا فَاللَّحْنُ - كَمَا قَالَ صَاحِبُ ( الْمَقَايِيسِ ) : - بِسُكُونِ الْحَاءِ ، إِمَالَةُ الْكَلَامِ عَنْ جِهَتِهِ الصَّحِيحَةِ فِي الْعَرَبِيَّةِ ، يُقَالُ : لَحَنَ لَحْنًا . قَالَ : وَهُوَ عِنْدَنَا مِنَ الْكَلَامِ الْمُوَلَّدِ ; لِأَنَّ اللَّحْنَ مُحْدَثٌ لَمْ يَكُنْ فِي الْعَرَبِ الْعَارِبَةِ ، وَاللَّحَنُ بِالتَّحْرِيكِ الْفِطْنَةُ ، يُقَالُ : لَحَنَ لَحْنًا فَهُوَ لَحِنٌ وَلَاحِنٌ ، وَفِي الْحَدِيثِ : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=929957لَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ ) .
وَذَكَرَ
الْخَطَّابِيُّ مِثْلَهُ وَقَالَ : يُقَالُ فِي الْفِطْنَةِ : لَحِنَ بِكَسْرِ الْحَاءِ يَلْحَنُ بِفَتْحِهَا ، وَفِي ( الزَّيْغِ عَنِ الْإِعْرَابِ ) : لَحَنَ بِفَتْحِ الْحَاءِ .