الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
وإنما اعتمدت على رواية يحيى بن يحيى المذكورة خاصة ; لموضعه عند أهل بلدنا من الثقة والدين والفضل والعلم والفهم ، ولكثرة استعمالهم لروايته ، وراثة عن شيوخهم وعلمائهم ، إلا أن يسقط من روايته حديث من أمهات أحاديث الأحكام أو نحوها ، فأذكره من غير روايته إن شاء الله .

فكل قوم ينبغي لهم امتثال طريق سلفهم فيما سبق إليهم من الخير ، وسلوك منهاجهم فيما احتملوا عليه من البر ، وإن كان غيره مباحا مرغوبا فيه .

والروايات في مرفوعات الموطأ متقاربة في النقص والزيادة ، وأما اختلاف روايته في الإسناد والإرسال والقطع والاتصال ; فأرجو أن ترى ما يكفي ويشفي في كتابنا هذا ، مما لا يخرجنا عن شرطنا إن شاء الله لارتباطه به ، والله المستعان .

فأما روايتنا للموطأ من طريق يحيى بن يحيى الأندلسي رحمه الله [ ص: 11 ] فحدثنا بها أبو عثمان سعيد بن نصر لفظا منه قراءة علي من كتابه رحمه الله ، وأنا أنظر في كتابي ، قال : حدثنا قاسم بن أصبغ ، ووهب بن مسرة ، قالا : حدثنا محمد بن وضاح ، قال : حدثنا يحيى بن يحيى عن مالك .

وحدثنا به أيضا أبو الفضل أحمد بن قاسم قراءة مني عليه ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي دليم ، ووهب بن مسرة ، قالا : حدثنا ابن وضاح ، قال : حدثنا يحيى عن مالك .

وحدثنا به أيضا أبو عمر أحمد بن محمد بن أحمد قراءة مني عليه ، قال : حدثنا وهب بن مسرة ، قال : حدثنا ابن وضاح ، قال : حدثنا يحيى عن مالك .

وحدثني به أيضا أبو عمر أحمد بن محمد بن أحمد المذكور رحمه الله ، قال : حدثنا أبو عمر أحمد بن مطرف ، وأحمد بن سعيد ، قالا : حدثنا عبيد الله بن يحيى بن يحيى ، قال : حدثني أبي عن مالك .

وبين رواية عبيد الله ، ورواية ابن وضاح حروف قد قيدتها في كتابي .

والله أسأله حسن العون على ما يرضيه ، ويقرب منه ، فإنما نحن به لا شريك له ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .

التالي السابق


الخدمات العلمية