الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            2910 - فحدثنا الشيخ أبو بكر أحمد بن إسحاق ، ثنا محمد بن غالب ، ثنا الحسن بن عمر بن شقيق ، ثنا سلمة بن الفضل ، عن محمد بن إسحاق ، عن الزهري ، عن عروة بن الزبير ، قال : بلغ عائشة - رضي الله عنها - : أن أبا هريرة يقول : إن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : " لأن أمتع بسوط في سبيل الله ، أحب إلي من أن أعتق ولد الزنا " ، وإن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : " ولد الزنا شر الثلاثة ، وإن الميت يعذب ببكاء الحي " . فقالت عائشة : رحم الله أبا هريرة أساء سمعا فأساء إصابة ، أما قوله : " لأن أمتع بسوط في سبيل الله ، أحب إلي من أن أعتق ولد الزنا " ، إنها لما نزلت : ( فلا اقتحم العقبة ، وما أدراك ما العقبة ) قيل : يا رسول الله ، ما عندنا ما نعتق إلا أن أحدنا له جارية سوداء تخدمه ، وتسعى عليه ، فلو أمرناهن فزنين ، فجئن بالأولاد فأعتقناهم ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " لأن أمتع بسوط في سبيل الله أحب إلي من أن آمر بالزنا ، ثم أعتق الولد . وأما قوله : " ولد الزنا شر الثلاثة " ، فلم يكن الحديث على هذا ، إنما كان رجل من المنافقين ، يؤذي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال : " من يعذرني من فلان ؟ " قيل : يا رسول الله ، مع ما به ولد زنا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " هو شر الثلاثة " والله - عز وجل - يقول : ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) ، وأما قوله : " إن الميت ليعذب ببكاء الحي " ، فلم يكن الحديث على هذا ، ولكن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - مر بدار رجل من اليهود قد مات ، وأهله يبكون عليه ، فقال : " إنهم يبكون عليه ، وإنه ليعذب " ، والله - عز وجل - يقول : ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) .

                                                                                            هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية