( وأما ) فلا شك عندنا في أنها متفرقة فيه ، بل وفي كل رواية وقراءة باعتبار ما قررناه في وجه كونها سبعة أحرف لا أنها منحصرة في قراءة ختمة وتلاوة رواية ، فمن قرأ ولو بعض القرآن بقراءة معينة اشتملت على الأوجه المذكورة ، فإنه يكون قد قرأ بالأوجه السبعة التي ذكرناها دون أن يكون قرأ بكل الأحرف السبعة . هل هذه السبعة الأحرف متفرقة في القرآن ،
( وأما ) قول إن الأحرف السبعة ليست متفرقة في القرآن [ ص: 31 ] كلها ولا موجودة فيه في ختمة واحدة ، بل بعضها . فإذا قرأ القارئ بقراءة من القراءات ، أو رواية من الروايات فإنما قرأ ببعضها لا بكلها ، فإنه صحيح على ما أصله من أن الأحرف هي اللغات المختلفات ولا شك أنه من قرأ برواية من الروايات لا يمكنه أن يحرك الحرف ويسكنه في حالة واحدة ، أو يرفعه وينصبه ، أو يقدمه ويؤخره فدل على صحة ما قاله . أبي عمرو الداني