nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=102واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون [ ص: 41 ] فيه أربع وعشرون مسألة : الأولى :
nindex.php?page=treesubj&link=28973قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=102واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان هذا إخبار من الله تعالى عن الطائفة الذين نبذوا الكتاب بأنهم اتبعوا السحر أيضا ، وهم
اليهود . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : عارضت
اليهود محمدا صلى الله عليه وسلم بالتوراة فاتفقت التوراة والقرآن فنبذوا التوراة وأخذوا بكتاب
آصف وبسحر
هاروت وماروت . وقال
محمد بن إسحاق : لما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم
سليمان في المرسلين قال بعض أحبارهم : يزعم
محمد أن ابن
داود كان نبيا ! والله ما كان إلا ساحرا ، فأنزل الله عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=102وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا أي ألقت إلى بني آدم أن ما فعله
سليمان من ركوب البحر واستسخار الطير والشياطين كان سحرا . وقال
الكلبي : كتبت الشياطين السحر والنيرنجيات على لسان
آصف كاتب
سليمان ، ودفنوه تحت مصلاه حين انتزع الله ملكه ولم يشعر بذلك
سليمان ، فلما مات
سليمان استخرجوه وقالوا للناس : إنما ملككم بهذا فتعلموه ، فأما علماء
بني إسرائيل فقالوا : معاذ الله أن يكون هذا علم
سليمان ! وأما السفلة فقالوا : هذا علم
سليمان ، وأقبلوا على تعليمه ورفضوا كتب أنبيائهم حتى بعث الله
محمدا صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله عز وجل على نبيه عذر
سليمان وأظهر براءته مما رمي به فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=102واتبعوا ما تتلو الشياطين . قال
عطاء : تتلو تقرأ من التلاوة . وقال
ابن عباس : تتلو تتبع ، كما تقول : جاء القوم يتلو بعضهم بعضا . وقال
الطبري : اتبعوا بمعنى فضلوا .
قلت : لأن كل من اتبع شيئا وجعله أمامه فقد فضله على غيره ، ومعنى " تتلو " يعني تلت ، فهو بمعنى المضي ، قال الشاعر :
وإذا مررت بقبره فاعقر به كوم الهجان وكل طرف سابح وانضح جوانب قبره بدمائها
فلقد يكون أخا دم وذبائح
أي فلقد كان . وما مفعول ب ( اتبعوا ) أي اتبعوا ما تقولته الشياطين على
سليمان وتلته . وقيل : ما نفي ، وليس بشيء لا في نظام الكلام ولا في صحته ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي .
[ ص: 42 ] nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=102على ملك سليمان أي على شرعه ونبوته . قال
الزجاج : قال
الفراء على عهد ملك
سليمان . وقيل : المعنى في ملك
سليمان يعني في قصصه وصفاته وأخباره . قال
الفراء : تصلح على وفي ، في مثل هذا الموضع . وقال على ولم يقل بعد لقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=52وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته أي في تلاوته . وقد تقدم معنى الشيطان واشتقاقه ، فلا معنى لإعادته . والشياطين هنا قيل : هم شياطين الجن ، وهو المفهوم من هذا الاسم . وقيل : المراد شياطين الإنس المتمردون في الضلال ، كقول
جرير :
أيام يدعونني الشيطان من غزلي وكن يهوينني إذ كنت شيطانا