، سواء كانا حسيين ، نحو : عند : ظرف مكان تستعمل في الحضور والقرب فلما رآه مستقرا عنده [ النمل : 40 ] . عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى [ النجم : 14 ] أو معنويتين ، نحو : قال الذي عنده علم من الكتاب [ النمل : 40 ] وإنهم عندنا لمن المصطفين [ ص : 47 ] في مقعد صدق عند مليك [ القمر : 55 ] أحياء عند ربهم [ آل عمران : 169 ] ابن لي عندك بيتا في الجنة [ التحريم : 11 ] ، فالمراد بهذه الآيات : قرب التشريف ، ورفعة المنزلة .
ولا تستعمل إلا ظرفا أو مجرورة ب ( من ) خاصة ، نحو : فمن عندك [ القصص : 27 ] ولما جاءهم كتاب من عند الله [ البقرة : 89 ] .
وتعاقبها لدى ولدن ، نحو : لدى الحناجر [ غافر : 18 ] . لدى الباب [ يوسف : 25 ] . وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون [ آل عمران : 44 ] .
وقد اجتمعتا في قوله : آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما [ الكهف : 65 ] .
ولو جيء فيهما ب ( عند ) أو ( لدن ) صح ، لكن ترك دفعا للتكرار ، وإنما حسن تكرار ( لدى ) في وما كنت لديهم ; لتباعد ما بينهما .
وتفارق عند ولدى لدن من ستة أوجه :
فعند ولدى : تصلح في محل ابتداء غاية وغيرها ; ولا تصلح لدن إلا في ابتداء غاية .
[ ص: 503 ] وعند ولدى : يكونان فضلة ، نحو : وعندنا كتاب حفيظ [ ق : 4 ] ولدينا كتاب ينطق بالحق [ المؤمنون : 62 ] . ولدن لا تكون فضلة .
وجر لدن بمن أكثر من نصبها ، حتى أنها لم تجئ في القرآن منصوبة ، وجر عند كثير ، وجر لدى ممتنع .
وعند ولدى يعربان ، ولدن مبنية في لغة الأكثرين .
ولدن قد لا تضاف ، وقد تضاف للجملة ;بخلافهما .
وقال الراغب : لدن أخص من عند وأبلغ ; لأنه يدل على ابتداء نهاية الفعل . انتهى .
و ( عند ) أمكن من ( لدن ) من وجهين : أنها تكون ظرفا للأعيان والمعاني ; بخلاف لدن .
وعند تستعمل في الحاضر والغائب ، ولا تستعمل لدن إلا في الحاضر ، ذكرهما وغيره . ابن الشجري