الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المكتبة الإسلامية

الرئيسية
المكتبة الإسلامية

الإتقان في علوم القرآن

السيوطي - جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

صفحة

جزء

ألا : بالفتح والتخفيف ، وردت في القرآن على أوجه :

أحدها : للتنبيه ، فتدل على تحقيق ما بعدها . قال الزمخشري : ولذلك قل وقوع الجمل بعدها إلا مصدرة بنحو ما يتلقى به القسم ، وتدخل على الاسمية والفعلية ، نحو : ألا إنهم هم السفهاء [ البقرة : 13 ] ، ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم [ هود : 8 ] .

قال : في المغني : ويقول المعربون فيها : حرف استفتاح ، فيبينون مكانها ويهملون معناها ، وإفادتها التحقيق من جهة تركيبها من الهمزة ولا ، وهمزة الاستفهام إذا دخلت على النفي أفادت التحقيق : نحو : أليس ذلك بقادر [ القيامة : 40 ] .

الثاني والثالث : التحضيض والعرض ، ومعناهما طلب الشيء ، لكن الأول طلب بحث ، والثاني طلب بلين . وتختص فيهما بالفعلية ، نحو : ألا تقاتلون قوما نكثوا [ التوبة : 13 ] ، قوم فرعون ألا يتقون [ الشعراء : 11 ] ( ألا تأكلون ) [ الذاريات : 27 ] ألا تحبون أن يغفر الله لكم [ النور : 22 ] .

أَلَا : بِالْفَتْحِ وَالتَّخْفِيفِ ، وَرَدَتْ فِي الْقُرْآنِ عَلَى أَوْجُهٍ :

أَحَدُهَا : لِلتَّنْبِيهِ ، فَتَدُلُّ عَلَى تَحْقِيقِ مَا بَعْدَهَا . قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ : وَلِذَلِكَ قَلَّ وُقُوعُ الْجُمَلِ بَعْدَهَا إِلَّا مُصَدَّرَةً بِنَحْوِ مَا يُتَلَقَّى بِهِ الْقَسَمُ ، وَتَدْخُلُ عَلَى الِاسْمِيَّةِ وَالْفِعْلِيَّةِ ، نَحْوَ : أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ [ الْبَقَرَةِ : 13 ] ، أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ [ هُودٍ : 8 ] .

قَالَ : فِي الْمُغْنِي : وَيَقُولُ الْمُعْرِبُونَ فِيهَا : حَرْفُ اسْتِفْتَاحٍ ، فَيُبَيِّنُونَ مَكَانَهَا وَيُهْمِلُونَ مَعْنَاهَا ، وَإِفَادَتُهَا التَّحْقِيقَ مِنْ جِهَةِ تَرْكِيبِهَا مِنَ الْهَمْزَةِ وَلَا ، وَهَمْزَةُ الِاسْتِفْهَامِ إِذَا دَخَلَتْ عَلَى النَّفْيِ أَفَادَتِ التَّحْقِيقَ : نَحْوَ : أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ [ الْقِيَامَةِ : 40 ] .

الثَّانِي وَالثَّالِثُ : التَّحْضِيضُ وَالْعَرْضُ ، وَمَعْنَاهُمَا طَلَبُ الشَّيْءِ ، لَكِنَّ الْأَوَّلَ طَلَبٌ بِحَثٍّ ، وَالثَّانِي طَلَبٌ بِلِينٍ . وَتَخْتَصُّ فِيهِمَا بِالْفِعْلِيَّةِ ، نَحْوَ : أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا [ التَّوْبَةِ : 13 ] ، قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ [ الشُّعَرَاءِ : 11 ] ( أَلَا تَأْكُلُونَ ) [ الذَّارِيَاتِ : 27 ] أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ [ النُّورِ : 22 ] .

التالي السابق

الخدمات العلمية

تفسير الآية ترجمة علم عناوين الشجرة تخريج حديث