الغيب قسمان حقيقي وإضافي :
الغيب ما غاب علمه عن الناس ، وهو قسمان : ، وغيب إضافي يعلمه بعض الخلق دون بعض ; لأسباب تختلف باختلاف الاستعداد الفطري والعمل الكسبي ، ومن أظهره الله على بعض الغيب الحقيقي من رسله فليس لهم في ذلك كسب ; لأنه من خصائص النبوة غير المكتسبة . غيب حقيقي لا يعلمه إلا الله
ومن دونهم أفراد من خواص أتباعهم أوتوا نصيبا من الإشراف على ذلك العالم بانكشاف [ ص: 185 ] ما للحجاب ، وإدراك ما لشيء من تلك الأنوار ، كان بها إيمانهم برسلهم فوق إيمان أهل البرهان ، وقد روي عن أمير المؤمنين أنه قال : لو كشف الحجاب ما ازددت يقينا . علي كرم الله وجهه
ومن دون هؤلاء أفراد آخرون ، قد يكون من لهم سلامة الفطرة ، أو معالجة النفس بأنواع من الرياضة أو من طروء مرض يصرف قوى النفس عن الاهتمام بشهوات الجسد ، أو من سلطان إرادة قوية على إرادة ضعيفة ، تصرفها عن حسها ، وتوجه قواها النفسية إلى ما شاءت أن تدركه لقوتها الخاصة بها - قد يكون لهؤلاء الأفراد في بعض الأحوال من قوة الروح ما يلمحون به بعض الأشياء أو الأشخاص البعيدة عنهم ، وتتمثل لهم بعض الأمور قبل وقوعها مرتسمة في خيالهم ، فيخبرون بها فتقع كما أخبروا .