ابن الحصري
الشيخ الإمام العالم الحافظ المتقن المقرئ المجود شيخ الحرم وإمام الحطيم برهان الدين أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج محمد بن علي بن أبي الفرج البغدادي الحنبلي ، ابن الحصري .
ولد في رمضان سنة ست وثلاثين وخمسمائة .
وقرأ بالروايات ، وهو حدث ، على أبي الكرم بن الشهرزوري وغيره ، وسمع من أبي بكر بن الزاغوني ، وأبي الوقت السجزي ، وأبي طالب العلوي ، ومحمد بن أحمد بن التريكي ، وأبي محمد بن المادح ، وهبة الله الشبلي ، وهبة الله الدقاق ، وابن البطي ، وأبي زرعة ، ومن بعدهم ، وكتب الكثير ، وعني بالحديث . وكان ثقة فهما يقظا .
قال ابن النجار : قرأ بالروايات الكثيرة على جماعة كأبي بكر بن [ ص: 164 ] الزاغوني ، والشهرزوري ، ومسعود بن الحصين ، وسعد الله بن الدجاجي ، وعلي بن محمويه اليزدي ، وعلي بن علي بن نصر .
وقال المنذري قرأ بالروايات على ابن الزاغوني ، وأبي الكرم ، وأبي المعالي أحمد بن علي بن السمين وجماعة ، واشتغل بالأدب ، وسمع من خلق ، ولم يزل يسمع ويقرأ ويفيد إلى أن شاخ ، وجاور أزيد من عشرين سنة ، وكان كثير العبادة ، ثم قصد اليمن فأدركه الأجل بالمهجم في المحرم سنة تسع عشرة وستمائة وقيل : مات في ذي القعدة سنة ثماني عشرة .
وقال الدبيثي : كان ذا معرفة بهذا الشأن ، خرج إلى مكة سنة ثمان وتسعين فجاور وأم الحنابلة ، ونعم الشيخ كان ثقة وعبادة . وقال الضياء : مات في المحرم سنة تسع عشرة شيخنا الحافظ أبو الفتوح بالمهجم .
قلت : حدث عنه الدبيثي ، والضياء ، والبرزالي ، وابن خليل ، وأحمد بن عبد الناصر اليمني ، وسليمان بن خليل العسقلاني الفقيه ، وتاج الدين علي بن القسطلاني ، والشهاب القوصي ، وقال : كان إماما في [ ص: 165 ] القراءات والعربية ، والشيخ رضي الدين الحسن بن محمد الصغاني ، ونجيب الدين المقداد بن أبي القاسم القيسي ، وجماعة .
قال ابن النجار : كان حافظا ، حجة ، نبيلا ، جم العلم ، كثير المحفوظ ، من أعلام الدين وأئمة المسلمين ، كثير العبادة والتهجد والصوم .
وقال ابن مسدي : كان أحد الأئمة الأثبات ، مشارا إليه بالحفظ والإتقان ، قصد اليمن فمات بالمهجم في ربيع الآخر سنة تسع عشرة وله شعر جيد في الزهديات .
وعاش ولده أبو نصر عبد العزيز إلى رمضان سنة ثمان وثمانين وستمائة ، وسمع منه المصريون والبرزالي بإجازة أبي روح ، والمؤيد ، وكان يذكر أنه سمع الكثير من أبيه ، يقال : قارب المائة .