الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        5567 حدثنا أبو النعمان حدثنا جرير بن حازم عن قتادة عن أنس رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم ضخم اليدين والقدمين حسن الوجه لم أر بعده ولا قبله مثله وكان بسط الكفين

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        ثم أورد من طريق أخرى عن جرير وهو ابن حازم أيضا زاد فيها " كان ضخم اليدين " وفي ثالثة " كان ضخم الرأس والقدمين " ولم يذكر ما في الروايتين الأوليين من صفة الشعر ، وزاد " لم أر قبله ولا بعده مثله " قال " وكان سبط الكفين " ثم أورده من طريق معاذ بن هانئ عن همام بسند نحوه لكن قال " عن قتادة عن أنس ، أو عن رجل عن أبي هريرة " وهذه الزيادة لا تأثير لها في صحة الحديث ، لأن الذين جزموا بكون الحديث عن قتادة عن أنس أضبط وأتقن من معاذ بن هانئ ، وهم حبان بن هلال وموسى بن إسماعيل كما هنا ، وكذا جرير بن حازم كما مضى ومعمر كما سيأتي حيث جزما به عن قتادة عن أنس ، ويحتمل أن يكون عند قتادة من الوجهين ; والرجل المبهم يحتمل أن يكون هو سعيد بن المسيب فقد أخرج ابن سعد من روايته عن أبي هريرة نحوه ، وقتادة معروف بالرواية عن سعيد بن المسيب ، وجوز الكرماني أن يكون الحديث من مسند أبي هريرة ، وإنما وقع التردد في الراوي هل هو أنس أو رجل مبهم ثم رجح كون التردد في كونه من مسند أنس أو من مسند أبي هريرة بأن أنسا خادم النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو أعرف بوصفه من غيره فبعد أن يروي عن رجل عن صحابي آخر هو أقل ملازمة له منه ا ه ، وكلامه الأخير لا يحتمله السياق أصلا ، وإنما الاحتمال البعيد ما ذكره أولا ، والحق أن التردد فيه من معاذ بن هانئ هل حدثه به همام عن قتادة عن أنس أو عن قتادة عن رجل عن أبي هريرة ، وبهذا جزم أبو مسعود والحميدي والمزي وغيرهم من الحفاظ




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية