تكاد تميز من الغيظ يعني تتقطع وينفصل بعضها من بعض ; قاله قوله تعالى : سعيد بن جبير . وقال ابن عباس والضحاك وابن زيد : تتفرق . من الغيظ من شدة الغيظ على أعداء الله تعالى . وقيل : من الغيظ من الغليان . وأصل " تميز " تتميز .
كلما ألقي فيها فوج أي جماعة من الكفار .
سألهم خزنتها على جهة التوبيخ والتقريع
ألم يأتكم نذير أي رسول في الدنيا ينذركم هذا اليوم حتى تحذروا .
قالوا بلى قد جاءنا نذير أنذرنا وخوفنا .
فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء أي على ألسنتكم .
إن أنتم يا معشر الرسل .
إلا في ضلال كبير اعترفوا بتكذيب الرسل ، ثم اعترفوا بجهلهم فقالوا وهم في النار :
وقالوا لو كنا نسمع من النذر - يعني الرسل - ما جاءوا به
أو نعقل عنهم . قال ابن عباس : لو كنا نسمع الهدى أو نعقله ، أو لو كنا نسمع سماع من يعي ويفكر ، أو نعقل عقل من يميز وينظر . ودل هذا على أن الكافر لم يعط من العقل شيئا . وقد مضى في " الطور " بيانه والحمد لله .
ما كنا في أصحاب السعير يعني ما كنا من أهل النار . وعن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : أبي سعيد الخدري لقد ندم الفاجر يوم القيامة قالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير فقال الله تعالى : فاعترفوا بذنبهم أي بتكذيبهم الرسل . والذنب [ ص: 197 ] هاهنا بمعنى الجمع ; لأن فيه معنى الفعل . يقال : خرج عطاء الناس أي أعطيتهم .
فسحقا لأصحاب السعير أي فبعدا لهم من رحمة الله . وقال سعيد بن جبير : هو واد في جهنم يقال له السحق . وقرأ وأبو صالح الكسائي وأبو جعفر " فسحقا " بضم الحاء ، ورويت عن علي . الباقون بإسكانها ، وهما لغتان مثل السحت والرعب . الزجاج : وهو منصوب على المصدر ; أي أسحقهم الله سحقا ; أي باعدهم بعدا . قال امرؤ القيس :
يجول بأطراف البلاد مغربا وتسحقه ريح الصبا كل مسحق
وقال أبو علي : القياس إسحاقا ; فجاء المصدر على الحذف ; كما قيل : وإن أهلك فذلك كان قدري أي تقديري . وقيل : إن قوله تعالى : إن أنتم إلا في ضلال كبير من قول خزنة جهنم لأهلها .