قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=34وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون

قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=34وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أي دوام البقاء في الدنيا نزلت حين قالوا : نتربص بمحمد ريب المنون . وذلك أن المشركين كانوا يدفعون نبوته ويقولون : شاعر نتربص به ريب المنون ، ولعله يموت كما مات شاعر بني فلان ؛ فقال الله تعالى : قد مات الأنبياء من قبلك ، وتولى الله دينه بالنصر والحياطة ، فهكذا نحفظ دينك وشرعك . nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=34أفإن مت فهم الخالدون أي أفهم ؛ مثل قول الشاعر :

رفوني وقالوا يا خويلد لا ترع فقلت وأنكرت الوجوه هم هم

أي أهم ! فهو استفهام إنكار . وقال الفراء : جاء بالفاء ليدل على الشرط ؛ لأنه جواب قولهم سيموت . ويجوز أن يكون جيء بها ؛ لأن التقدير فيها : أفهم الخالدون إن مت ! قال [ ص: 196 ] الفراء : ويجوز حذف الفاء وإضمارها ؛ لأن هم لا يتبين فيها الإعراب . أي إن مت فهم يموتون أيضا ، فلا شماتة في الإماتة . وقرئ ( مت ) بكسر الميم وضمها لغتان .

قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=35كل نفس ذائقة الموت تقدم في ( آل عمران ) nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=35ونبلوكم بالشر والخير فتنة مصدر على غير اللفظ . أي نختبركم بالشدة والرخاء والحلال والحرام ، فننظر كيف شكركم وصبركم . وإلينا ترجعون أي للجزاء بالأعمال .

قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=34وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ

قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=34وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَيْ دَوَامَ الْبَقَاءِ فِي الدُّنْيَا نَزَلَتْ حِينَ قَالُوا : نَتَرَبَّصُ بِمُحَمَّدٍ رَيْبَ الْمَنُونِ . وَذَلِكَ أَنَّ الْمُشْرِكِينَ كَانُوا يَدْفَعُونَ نُبُوَّتَهُ وَيَقُولُونَ : شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ ، وَلَعَلَّهُ يَمُوتُ كَمَا مَاتَ شَاعِرُ بَنِي فُلَانٍ ؛ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : قَدْ مَاتَ الْأَنْبِيَاءُ مِنْ قَبْلِكَ ، وَتَوَلَّى اللَّهُ دِينَهُ بِالنَّصْرِ وَالْحِيَاطَةِ ، فَهَكَذَا نَحْفَظُ دِينَكَ وَشَرْعَكَ . nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=34أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ أَيْ أَفَهُمْ ؛ مِثْلَ قَوْلِ الشَّاعِرِ :

رَفَوْنِي وَقَالُوا يَا خُوَيْلِدُ لَا تُرَعْ فَقُلْتُ وَأَنْكَرْتُ الْوُجُوهَ هُمُ هُمُ

أَيْ أَهُمْ ! فَهُوَ اسْتِفْهَامُ إِنْكَارٍ . وَقَالَ الْفَرَّاءُ : جَاءَ بِالْفَاءِ لِيَدُلَّ عَلَى الشَّرْطِ ؛ لِأَنَّهُ جَوَابُ قَوْلِهِمْ سَيَمُوتُ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ جِيءَ بِهَا ؛ لِأَنَّ التَّقْدِيرَ فِيهَا : أَفَهُمُ الْخَالِدُونَ إِنْ مِتَّ ! قَالَ [ ص: 196 ] الْفَرَّاءُ : وَيَجُوزُ حَذْفُ الْفَاءِ وَإِضْمَارُهَا ؛ لِأَنَّ هُمْ لَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا الْإِعْرَابُ . أَيْ إِنْ مِتَّ فَهُمْ يَمُوتُونَ أَيْضًا ، فَلَا شَمَاتَةَ فِي الْإِمَاتَةِ . وَقُرِئَ ( مِتَّ ) بِكَسْرِ الْمِيمِ وَضَمِّهَا لُغَتَانِ .

قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=35كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ تَقَدَّمَ فِي ( آلِ عِمْرَانَ ) nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=35وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً مَصْدَرٌ عَلَى غَيْرِ اللَّفْظِ . أَيْ نَخْتَبِرُكُمْ بِالشِّدَّةِ وَالرَّخَاءِ وَالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ ، فَنَنْظُرَ كَيْفَ شُكْرُكُمْ وَصَبْرُكُمْ . وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ أَيْ لِلْجَزَاءِ بِالْأَعْمَالِ .