الثالث : في صلاته- صلى الله عليه وسلم- على الغائب .
روى والشيخان ، الإمام أحمد ، عن والنسائي ، جابر ، ومسلم ، والترمذي ، عن وابن ماجه ، عمران بن حصين ، عن والإمام أحمد ، ابن عباس عن وابن ماجه ، مجمع بن جارية ، والإمام أحمد ، عن وابن ماجه حذيفة بن أسيد ، عن والإمام أحمد جرير ، عن وابن ماجه ابن عمر ، عن وأبو يعلى سعيد بن زيد برجال ثقات عن والطبراني أنس ، عن والطبراني أبي سعيد الخدري ، عن والطبراني وحشي بن حرب- رضي الله عنهم- وفي رواية : أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : «قد توفي اليوم رجل صالح من الحبش»
قال : «أصحمة النجاشي فهلم فصلوا عليه» فقمنا فصففنا صفين فصلى عليه كما يصلي على الميت ، وكبر أربعا ، وقال : «استغفروا لأخيكم» . [ ص: 373 ] «أخ لكم مات بغير بلادكم» قالوا : من هو يا رسول الله ؟
وروى من طريق أبو يعلى ، محمد بن إبراهيم بن العلاء ، من طريق والطبراني محبوب بن هلال ، عن أنس ، عن والطبراني من طريق أبي أمامة نوح بن عمر ، عن والطبراني من طريق معاوية صدقة بن أبي سهل ، وبقية رجاله ثقات بتبوك فأتاه جبريل- صلى الله عليه وسلم- فقال : «مات معاوية بن معاوية الليثي» وفي رواية : المزني : اشهد جنازته يا محمد ، فخرج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ونزل جبريل في سبعين ألف ملك من الملائكة ، فضرب بجناحه الأرض فلم تبق شجرة ، ولا أكمة إلا تصعصعت فرفع سريره فنظر إليه ، فصلى عليه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وجبريل والملائكة فلما فرغ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : «يا جبريل بم نال هذه المنزلة ؟ » قال : «قال بكثرة قراءته قل هو الله أحد وقراءته إياها قائما ، وقاعدا ، وراكبا ، وماشيا ، وعلى كل حال» معاوية . أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان غازيا
تنبيهات
الأول : كذا أورد هذا الحديث الحافظ أبو الحسن الهيثمي- رحمه الله تعالى- في «مجمع الزوائد» في باب الصلاة على الغائب ، وفي ذكر هذا الحديث في هذا الباب نظر لما ذكر في غالب طرقه أنه- صلى الله عليه وسلم- شاهد سريره .
الثاني : في الكلام على حكم هذا الحديث علم من أعلام النبوة ، وله طرق يقوي بعضها بعضا ذكرتها في ترجمة معاوية في الصحابة .
وقال في الفتح في باب الصفوف على الجنازة ، إنه خبر قوي بالنظر إلى مجموع طرقه .
وقال في اللسان في ترجمة نوح بن عمران : طرقه أقوى طرق الحديث . انتهى .
وأورد الحديث النووي في الأذكار في باب الذكر في الطريق .
الثالث : في الكلام على رجاله التي أعل بها محبوب بن هلال ، قال الحافظ ، لم أر لهذا الرجل ذكرا في تاريخ وذكره البخاري وقال : سألت أبي عنه قال : ليس بالمشهور ، وذكره ابن أبي حاتم : في الثقات . ابن حبان
ونوح بن عمر . قال يقال : إنه سرق هذا الحديث ، كذا في «الميزان» قال [ ص: 374 ] الحافظ لم يترجم ابن حبان ابن حبان نوحا هذا في الضعفاء ولا سماه ، وإنما قال في ترجمة العلاء بن محمد الثقفي ، بعد أن أورد هذا الحديث في ترجمته ، وسرقه شيخ من أهل الشام ، فرواه عن بقية عن محمد بن زياد ، عن قال الحافظ : والظاهر أنه غير هذا ، لكن لا يحسن الجزم بهذا ، قال شيخه أبي أمامة ، أبو الحسن الهيثمي في «مجمع الزوائد» بعد كلام السابق ، قلت : ليس هذا بضعف ، ابن حبان وبقية مدلس ليس فيه علة غير هذا . [ ص: 375 ]