الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الثالث : في صلاته- صلى الله عليه وسلم- على الغائب .

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد ، والشيخان ، والنسائي ، عن جابر ، ومسلم ، والترمذي ، وابن ماجه ، عن عمران بن حصين ، والإمام أحمد ، عن ابن عباس وابن ماجه ، عن مجمع بن جارية ، والإمام أحمد ، وابن ماجه عن حذيفة بن أسيد ، والإمام أحمد عن جرير ، وابن ماجه عن ابن عمر ، وأبو يعلى عن سعيد بن زيد والطبراني برجال ثقات عن أنس ، والطبراني عن أبي سعيد الخدري ، والطبراني عن وحشي بن حرب- رضي الله عنهم- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : «قد توفي اليوم رجل صالح من الحبش» وفي رواية : «أخ لكم مات بغير بلادكم» قالوا : من هو يا رسول الله ؟

                                                                                                                                                                                                                              قال : «أصحمة النجاشي فهلم فصلوا عليه» فقمنا فصففنا صفين فصلى عليه كما يصلي على الميت ، وكبر أربعا ، وقال : «استغفروا لأخيكم»
                                                                                                                                                                                                                              . [ ص: 373 ]

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو يعلى ، من طريق محمد بن إبراهيم بن العلاء ، والطبراني من طريق محبوب بن هلال ، عن أنس ، والطبراني عن أبي أمامة من طريق نوح بن عمر ، والطبراني عن معاوية من طريق صدقة بن أبي سهل ، وبقية رجاله ثقات أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان غازيا بتبوك فأتاه جبريل- صلى الله عليه وسلم- فقال : «مات معاوية بن معاوية الليثي» وفي رواية : المزني : اشهد جنازته يا محمد ، فخرج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ونزل جبريل في سبعين ألف ملك من الملائكة ، فضرب بجناحه الأرض فلم تبق شجرة ، ولا أكمة إلا تصعصعت فرفع سريره فنظر إليه ، فصلى عليه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وجبريل والملائكة فلما فرغ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : «يا جبريل بم نال معاوية هذه المنزلة ؟ » قال : «قال بكثرة قراءته قل هو الله أحد وقراءته إياها قائما ، وقاعدا ، وراكبا ، وماشيا ، وعلى كل حال» .

                                                                                                                                                                                                                              تنبيهات

                                                                                                                                                                                                                              الأول : كذا أورد هذا الحديث الحافظ أبو الحسن الهيثمي- رحمه الله تعالى- في «مجمع الزوائد» في باب الصلاة على الغائب ، وفي ذكر هذا الحديث في هذا الباب نظر لما ذكر في غالب طرقه أنه- صلى الله عليه وسلم- شاهد سريره .

                                                                                                                                                                                                                              الثاني : في الكلام على حكم هذا الحديث علم من أعلام النبوة ، وله طرق يقوي بعضها بعضا ذكرتها في ترجمة معاوية في الصحابة .

                                                                                                                                                                                                                              وقال في الفتح في باب الصفوف على الجنازة ، إنه خبر قوي بالنظر إلى مجموع طرقه .

                                                                                                                                                                                                                              وقال في اللسان في ترجمة نوح بن عمران : طرقه أقوى طرق الحديث . انتهى .

                                                                                                                                                                                                                              وأورد الحديث النووي في الأذكار في باب الذكر في الطريق .

                                                                                                                                                                                                                              الثالث : في الكلام على رجاله التي أعل بها محبوب بن هلال ، قال الحافظ ، لم أر لهذا الرجل ذكرا في تاريخ البخاري وذكره ابن أبي حاتم : وقال : سألت أبي عنه قال : ليس بالمشهور ، وذكره ابن حبان في الثقات .

                                                                                                                                                                                                                              ونوح بن عمر . قال ابن حبان يقال : إنه سرق هذا الحديث ، كذا في «الميزان» قال [ ص: 374 ] الحافظ لم يترجم ابن حبان نوحا هذا في الضعفاء ولا سماه ، وإنما قال في ترجمة العلاء بن محمد الثقفي ، بعد أن أورد هذا الحديث في ترجمته ، وسرقه شيخ من أهل الشام ، فرواه عن بقية عن محمد بن زياد ، عن أبي أمامة ، قال الحافظ : والظاهر أنه غير هذا ، لكن لا يحسن الجزم بهذا ، قال شيخه أبو الحسن الهيثمي في «مجمع الزوائد» بعد كلام ابن حبان السابق ، قلت : ليس هذا بضعف ، وبقية مدلس ليس فيه علة غير هذا . [ ص: 375 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية