الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الثامن فيمن ترك- صلى الله عليه وسلم- الصلاة عليه

                                                                                                                                                                                                                              وفيه أنواع :

                                                                                                                                                                                                                              الأول : في تركه- صلى الله عليه وسلم- الصلاة على المحدود وصلاته عليهم .

                                                                                                                                                                                                                              روى أبو داود ، عن أبي بردة الأسلمي- رضي الله عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لم يصل على ماعز بن مالك ، ولم ينه عن الصلاة عليه» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، والبخاري وأبو داود ، والنسائي ، عن جابر بن عبد الله- رضي الله تعالى عنهما- «أن رجلا من أسلم جاء إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فاعترف بالزنا فأعرض عنه ، ثم اعترف فأعرض عنه ، ثم اعترف فأعرض عنه ، حتى شهد على نفسه أربع مرات ، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم- «أبك جنون ؟ » قال : لا ، قال : «أحصنت ؟ » قال : نعم فأمر به النبي- صلى الله عليه وسلم- فرجم بالمصلى ، فلما أزلقته الحجارة فر ، فأدرك فرجم حتى مات ، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم- خيرا ، ولم يصل عليه» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى مسلم عن عمران بن حصين- رضي الله تعالى عنهما- أن امرأة من جهينة أتت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهي حبلى من الزنا ، فقالت يا رسول الله : أصبت حدا فأقمه علي ، فدعا نبي الله- صلى الله عليه وسلم- وليها ، فقال : «أحسن إليها فإذا وضعت فأتني بها» ففعل فأمر نبي الله- صلى الله عليه وسلم- فشكت عليها ثيابها ثم أمر بها فرجمت ، ثم صلى عليها ، فقال له عمر : تصلي عليها يا رسول الله وقد زنت ؟ قال : «لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم ، وهل وجدت توبة أفضل من أن جادت بنفسها لله عز وجل» .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية