[ ص: 441 ] القول في قوله تعالى: ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين إلى آخر السورة [الآيات: 96-122].
ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وملئه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود وما نؤخره إلا لأجل معدود يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ فلا تك في مرية مما يعبد هؤلاء ما يعبدون إلا كما يعبد آباؤهم من قبل وإنا لموفوهم نصيبهم غير منقوص ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم إنه بما يعملون خبير فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين
[ ص: 442 ] واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون وانتظروا إنا منتظرون ولله غيب السماوات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون .
[الأحكام والنسخ]:
ليس فيها مما يتعلق بالأحكام والنسخ سوى قوله تعالى: وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات : روي عن ابن عباس، وغيرهما: أن ذلك في الصلوات الخمس، فـ (طرفا النهار): الصبح، والظهر، والعصر، و (الزلف من الليل): المغرب والعشاء. والحسن،
ابن مسعود: نزلت بسبب رجل أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله؛ إني وجدت امرأة في بستان، فقبلتها، ونلت منها كل شيء إلا الجماع، فافعل بي ما شئت؛ فنزلت الآية، فقال معاذ بن جبل: يا رسول الله؛ أخاص له أم عام لنا؟ [ ص: 443 ] فقال: "بل عام".
وقال في قوله: ابن عباس إن الحسنات : يعني الصلوات الخمس.
{الحسنات} ههنا: مجاهد: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.
وقيل: المعنى: إن التوبة تكفر السيئات.
و (الزلف): جمع زلفة؛ وهي المنزلة.
وقيل: (الزلفة): ساعة تقرب من أخرى.