الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الإعراب:

                                                                                                                                                                                                                                      قوله جل ثناؤه: وتكتموا الحق يجوز أن يكون معطوفا على {تلبسوا} ، فيكون مجزوما أو منصوبا على الصرف، فهو منصوب بإضمار (أن) ، كأنه قال:

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 230 ] لا يكن منكم لبس الحق وكتمانه; أي: وأن تكتموه.

                                                                                                                                                                                                                                      واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا من قرأ: {تجزئ} ؛ فمعناه: تكفي: (أجزأني الأمر) ؛ أي: كفاني: و {تجزي} : تقضي، وقد تقدم.

                                                                                                                                                                                                                                      وموضع لا تجزي نصب على النعت لـ (يوم) ، وكذلك ما بعده إلى ولا هم ينصرون ، ومع كل جملة ضمير محذوف يعود على (يوم) ، وذلك الضمير يجوز أن يكون (هاء) ، التقدير: (لا تجزيه) ، أو (فيه) ؛ أي: (لا تجزي فيه) ، والوجهان جائزان عند سيبويه، والأخفش، والزجاج .

                                                                                                                                                                                                                                      الكسائي : لا يكون المحذوف إلا (الهاء) ؛ لأن الظروف عنده لا يجوز حذفها، قال: لا يجوز أن تقول: (هذا رجل قصدت) ، ولا (رأيت رجلا أرغب) ، وأنت [ ص: 231 ] تريد: قصدت إليه، وأرغب فيه.

                                                                                                                                                                                                                                      واختيار أبي علي : أن (اليوم) مفعول على السعة، و (الهاء) محذوفة من الصفة كما تحذف من الصلة; لاشتباهها في أن الصفة تخصص الموصوف ولا تعمل فيه، كما لا تعمل الصلة في الموصول، ومرتبة الصفة أن تكون بعد الموصوف، كما أن مرتبة الصلة كذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      يريد أبو علي بقوله: (إن «اليوم» مفعول على السعة : ضمير (اليوم) المحذوف من (يجزيه) ، قال: ولا يكون (اليوم) ههنا إلا مفعولا، ولا يكون ظرفا; لأن التكليف في ذلك اليوم مرتفع، وإنما المعنى: اتقوا هذا اليوم واحذروه.

                                                                                                                                                                                                                                      فهو كقولك: (أحب يوم الجمعة) ، وشبهه، ولولا تقدير الضمائر في هذه الجمل; لم تكن صفة، ولأضفت {يوما} إلى ما بعده.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية