[ حكم ] قول الصحابي إذا خالف القياس
فإن قيل : فما تقولون في قوله إذا خالف القياس ؟ قيل : من يقول بأن قوله ليس بحجة فلهم قولان فيما إذا خالف القياس .
أحدهما : أنه أولى أن لا يكون حجة ; لأنه قد خالف حجة شرعية ، وهو ليس بحجة في نفسه ، والثاني : أنه حجة في هذه الحال ، ويحمل على أنه قاله توقيفا ، ويكون بمنزلة المرسل الذي عمل به مرسله .
وأما من يقول إنه حجة فلهم أيضا قولان ، أحدهما : أنه حجة ، وإن خالف القياس ، بل هو مقدم على القياس ، والنص مقدم عليه ، فترتب الأدلة عندهم : القرآن ، ثم السنة ، ثم قول الصحابة ، ثم القياس ، والثاني : ليس بحجة ; لأنه قد خالفه دليل شرعي ، وهو القياس ; فإنه لا يكون حجة إلا عند عدم المعارض ، والأولون يقولون : قول الصحابي أقوى من المعارض الذي خالفه من القياس ; لوجوه عديدة ، والأخذ بأقوى الدليلين متعين ، وبالله التوفيق .