[ ] : المثال السادس والخمسون : رد السنة الصحيحة الصريحة المحكمة عن النبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 272 ] التي رواها عنه خمسة عشر نفسا من الصحابة : { التسليم من الصلاة مرة أومرتين } منهم أنه كان يسلم في الصلاة عن يمينه وعن يساره : السلام عليكم ورحمة الله ، السلام عليكم ورحمة الله عبد الله بن مسعود وسعد بن أبي وقاص وجابر بن سمرة وأبو موسى الأشعري وعمار بن ياسر وعبد الله بن عمر والبراء بن عازب ووائل بن حجر وأبو مالك الأشعري وعدي بن عميرة الضمري وطلق بن علي وأوس بن أوس وأبو رمثة ، والأحاديث بذلك ما بين صحيح وحسن ، فرد ذلك بخمسة أحاديث مختلف في صحتها ; أحدها : حديث عن أبيه عن هشام بن عروة { عائشة } رواه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : كان يسلم تسليمة واحدة الترمذي ، والثاني : حديث عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن مصعب بن ثابت عن إسماعيل بن محمد عن عامر بن سعد { سعد } الثالث : حديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : كان يسلم في آخر الصلاة تسليمة واحدة : السلام عليكم عبد المهيمن بن عباس عن أبيه عن جده : { } رواه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم تسليمة واحدة لا يزيد عليها ، الرابع : حديث الدارقطني عن أبيه عن عطاء بن أبي ميمونة الحسن عن : { سمرة بن جندب } رواه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم مرة واحدة في الصلاة قبل وجهه ; فإذا سلم عن يمينه سلم عن يساره ، الخامس : حديث الدارقطني يحيى بن راشد عن يزيد مولى سلمة بن الأكوع قال : { } . وهذه الأحاديث لا تقاوم تلك ولا تقاربها حتى تعارض بها . أما حديث رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم مرة واحدة فحديث معلول باتفاق أهل العلم بالحديث . عائشة
قال : البخاري من أهل زهير بن محمد الشام يروي مناكير ، وقال يحيى : ضعيف ، والحديث من رواية عنه . عمرو بن أبي سلمة
قال : هو وإن كان ثقة فإن رواية الطحاوي عنه تضعف جدا . وهكذا قال عمرو بن أبي سلمة فيما حكى لي عنه غير واحد من أصحابنا منهم يحيى بن معين ، وزعم أن فيها تخليطا كثيرا قال : والحديث أصله موقوف على علي بن عبد الرحمن بن المغيرة عائشة ، هكذا رواه الحافظ
. فإن قيل : فإذا ثبت ذلك عن عائشة فبمن نعارضها في ذلك من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قيل له : بأبي بكر وعمر عليهم السلام وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود وعمار بن ياسر ، وذكر الأسانيد عنهم بذلك ، ثم قال : فهؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسهل بن سعد الساعدي أبو بكر وعمر وعلي وابن مسعود ومن ذكرنا معهم يسلمون عن أيمانهم وعن شمائلهم ، ولا ينكر ذلك عليهم غيرهم ، على قرب عهدهم برؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحفظهم لأفعاله ، فما ينبغي لأحد خلافه لو لم يكن روى في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فكيف وقد روى عنه ما يوافق فعلهم ؟ [ ص: 273 ] وأما حديث وعمار فحديث معلول ، بل باطل ، والدليل على بطلانه أن الذي رواه هكذا سعد بن أبي وقاص الدراوردي خاصة ، وقد خالف في ذلك جميع من رواه عن مصعب بن ثابت كعبد الله بن المبارك ومحمد بن عمرو ، ثم قد رواه عن إسماعيل بن محمد عن عامر بن سعد كما رواه الناس . سعد
{ } رواه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه حتى يرى بياض خده ، وعن يساره حتى يرى بياض خده في صحيحه ; فقد صح رواية مسلم { سعد } ومعه من ذكرنا من الصحابة ، وبان بذلك بطلان رواية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سلم تسليمتين الدراوردي . وأما حديث عبد المهيمن بن عباس بن سهل عن أبيه عن جده فقال : الدارقطني عبد المهيمن ليس بالقوي ، وقال : بطل الاحتجاج به . وأما حديث ابن حبان عن أبيه عن عطاء بن أبي ميمونة الحسن فمن رواية ابنه عنه . روح
قال الإمام : منكر الحديث ، وتركه أحمد يحيى . وأما حديث يحيى بن راشد عن يزيد مولى سلمة فقال : يحيى بن معين يحيى بن راشد ليس بشيء ، وقال : ضعيف النسائي
، وقال : روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه { أبو عمر بن عبد البر } من حديث كان يسلم تسليمة واحدة ، ومن حديث سعد بن أبي وقاص ، ومن حديث عائشة ، إلا أنها معلولة لا يصححها أهل العلم بالحديث ; لأن حديث أنس أخطأ فيه سعد الدراوردي ، فرواه على غير ما رواه الناس بتسليمة واحدة ، وغيره يروي فيه بتسليمتين ، ثم ذكر حديثه عن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم { مصعب بن ثابت } ثم قال : وهذا وهم عندهم وغلط ، وإنما الحديث كما رواه كان يسلم في الصلاة تسليمة واحدة وغيره عن ابن المبارك عن مصعب بن ثابت عن إسماعيل بن محمد عن أبيه { عامر بن سعد بن أبي وقاص } وقد روي هذا الحديث بالتسليمتين من طريق كان يسلم عن يمينه وعن يساره مصعب ، ثم ساق طرقه بالتسليمتين عن ، ثم ساق من طريق سعد عن ابن المبارك مصعب عن عن إسماعيل بن محمد عن أبيه قال : { عامر بن سعد } فقال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه وعن شماله ، وكأني أنظر إلى صفحة خده الزهري : ما سمعنا هذا من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له : أكل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت ؟ قال : لا ، قال : فنصفه ؟ قال : لا ، قال : فاجعل هذا في النصف الذي لم تسمع قال : وأما حديث إسماعيل بن محمد رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم { عائشة } فلم يرفعه أحد إلا كان يسلم تسليمة واحدة وحده عن زهير بن محمد ، رواه عنه هشام بن عروة ، [ ص: 274 ] عمرو بن أبي سلمة ضعيف عند الجميع كثير الخطأ لا يحتج به ، وذكر وزهير بن محمد هذا الحديث فقال : يحيى بن معين عمرو بن أبي سلمة وزهير ضعيفان لا حجة فيهما .
وأما حديث فلم يأت إلا من طريق أنس عن أيوب السختياني ، ولم يسمع أنس أيوب من عندهم شيئا . قال : وقد روي عن أنس الحسن مرسلا { وأبا بكر كانوا يسلمون تسليمة واحدة وعمر } ذكره أن النبي صلى الله عليه وسلم عن وكيع الربيع عنه ، قال : والعمل المشهور بالمدينة التسليمة الواحدة ، وهو عمل قد توارثه أهل المدينة كابرا عن كابر ، ومثله يصح فيه الاحتجاج بالعمل في كل بلد ، لأنه لا يخفى ; لوقوعه في كل يوم مرارا .