ذكر السبب الذي من أجله كان يحبس المصطفى صلى الله عليه وسلم خمس خمسه وخمس الغنائم جميعا
4823 - أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي ، بحمص قال : حدثنا قال : حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد أبي عن عن شعيب بن أبي حمزة ، قال : حدثني الزهري ، أن عروة بن الزبير عائشة أخبرته فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أفاء الله على رسوله أبي بكر وفاطمة رضوان الله عليها حينئذ تطلب صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي بالمدينة وفدك ، وما بقي من خمس خيبر .
[ ص: 153 ] قالت عائشة : فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا نورث ما تركناه صدقة ، إنما يأكل أبو بكر آل محمد من هذا المال ، ليس لهم أن يزيدوا على المأكل ، وإني والله لا أغير شيئا من صدقات رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حالها ، التي كانت عليها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولأعملن فيها بما عمل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأبى أن يدفع إلى أبو بكر فاطمة منها شيئا ، فوجدت فاطمة على من ذلك ، فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت ، وعاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر ، فلما توفيت دفنها أبي بكر رضوان الله عليه ليلا ، ولم يؤذن بها علي بن أبي طالب ، فصلى عليها أبا بكر ، وكان علي من الناس وجه حياة لعلي فاطمة ، فلما توفيت فاطمة رضوان الله عليها انصرفت وجوه الناس عن حتى أنكرهم ، فضرع علي عند ذلك إلى مصالحة علي ومبايعته ، ولم يكن بايع تلك الأشهر ، فأرسل إلى أبي بكر ، أن ائتنا ولا يأتنا معك أحد ، وكره أبي بكر أن يشهدهم علي : لما يعلم من شدة عمر عليهم ، فقال عمر عمر : والله لا تدخل عليهم وحدك ، فقال لأبي بكر : وما عسى أن يفعلوا بي ، والله لآتينهم ، فدخل أبو بكر ، فتشهد أبو بكر ، ثم قال : علي
إنا قد عرفنا يا فضيلتك ، وما أعطاك الله ، وإنا لم ننفس عليك خيرا ساقه الله إليك ، ولكنك استبددت علينا بالأمر ، وكنا نرى لنا حقا ، وذكر قرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وحقهم ، فلم يزل يتكلم ، حتى فاضت عينا أبا بكر ، فلما تكلم أبي بكر ، قال : والذي نفسي [ ص: 154 ] بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي ، وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الصدقات ، فإني لم آل فيها عن الخير ، وإني لم أكن لأترك فيها أمرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع فيها إلا صنعته ، قال أبو بكر : موعدك العشية للبيعة ، فلما أن صلى علي صلاة الظهر ارتقى على المنبر فتشهد ، وذكر شأن أبو بكر وتخلفه عن البيعة وعذره بالذي اعتذر إليه ، ثم استغفر وتشهد علي ، فعظم حق علي ، وذكر أنه لم يحمله على الذي صنع نفاسة على أبي بكر ولا إنكار فضيلته التي فضله الله بها ، ولكنا كنا نرى لنا في الأمر نصيبا واستبد علينا ، فوجدنا في أنفسنا ، فسر بذلك المسلمون ، وقالوا أبي بكر : أصبت ، وكان المسلمون إلى لعلي قريبا حين راجع على الأمر بالمعروف علي أن .