[ ص: 9 ] ذكر الإخبار عما يجب على المرء من ترك الاتكال على لزوم عمارة أرضه ، وصلاح أحواله ، دون التشمير للجهاد في سبيل الله ، وإن كان في المشمرين له كفاية
4711 - أخبرنا قال : حدثنا أحمد بن علي بن المثنى عمرو بن الضحاك بن مخلد قال : حدثنا قال : حدثنا أبي ، قال : سمعت حيوة بن شريح ، يقول : حدثني يزيد بن أبي حبيب أسلم أبو عمران مولى لكندة قال : بمدينة الروم ، فأخرجوا إلينا صفا عظيما من الروم ، وخرج إليهم مثله ، أو أكثر ، وعلى أهل مصر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فحمل رجل من المسلمين على صف عقبة بن عامر الروم حتى دخل فيهم ، فصاح به الناس ، وقالوا : سبحان الله ، تلقي بيدك إلى التهلكة ، فقام ، فقال : أيها الناس ، إنكم تتأولون هذه الآية على هذا التأويل ، إنما نزلت هذه الآية فينا معشر أبو أيوب [ ص: 10 ] الأنصاري الأنصار إنا لما أعز الله الإسلام ، وكثر ناصريه ، قلنا بعضنا لبعض سرا من رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أموالنا قد ضاعت ، وإن الله قد أعز الإسلام ، وكثر ناصريه ، فلو أقمنا في أموالنا ، فأصلحنا ما ضاع منا ، فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم يرد علينا ما قلنا وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين فكانت التهلكة الإقامة في أموالنا ، وإصلاحها ، وتركنا الغزو ، قال : وما زال شاخصا ، في سبيل الله حتى دفن أبو أيوب بأرض الروم كنا .