6- : السؤال والجواب
الأصل في الجواب أن يكون مطابقا للسؤال ، وقد يعدل في الجواب عما يقتضيه السؤال تنبيها على أنه كان من حق السؤال أن يكون كذلك ، وهو المسمى بأسلوب الحكيم ، ويمثلون له بقوله تعالى : يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج ، فقد سألوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الهلال : لم يبدو دقيقا مثل الخيط ثم يزيد قليلا حتى يمتلئ ، ثم لا يزال ينقص حتى يعود كما بدأ ؟ فأجيبوا ببيان حكمة ذلك تنبيها على أن الأهم السؤال عن ذلك لا ما سألوا عنه .
وقد يجيء الجواب أعم من السؤال للحاجة إليه كقوله تعالى : قل الله ينجيكم [ ص: 196 ] منها ومن كل كرب ، في جواب : من ينجيكم من ظلمات البر والبحر .
وقد يجيء أنقص لاقتضاء الحال ذلك كقوله تعالى : قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي ، في جواب : ائت بقرآن غير هذا أو بدله ; لأن التبديل أسهل من الاختراع ، وقد نفى إمكانه فالاختراع أولى .
والسؤال إذا كان لطلب معرفة تعدى إلى المفعول الثاني تارة بنفسه وتارة بـ " عن " وهو أكثر كقوله : ويسألونك عن الروح ، وإذا كان لاستدعاء مال ونحوه فإنه يتعدى بنفسه أو بـ " من " وبنفسه أكثر كقوله : واسألوا ما أنفقتم ، وقوله : واسألوا الله من فضله .
"