5- : ما يظن أنه مترادف وليس من المترادف
من ذلك " الخوف والخشية " فالخشية أعلى من الخوف . وهي أشد منه لأنها مأخوذة من قولهم : شجرة خشية : أي يابسة ، وهو فوات الكلية . والخوف من قولهم : ناقة خوفاء : أي بها داء . وهو نقص وليس بفوات . كما أن الخشية تكون من عظم المخشي وإن كان الخاشي قويا . فهي خوف يشوبه تعظيم . والخوف من ضعف الخائف ، وإن كان المخوف أمرا يسيرا . ومادة الخشية : الخاء والشين والياء ، في تصاريفها تدل على العظمة ، فالشيخ : السيد الكبير ، والخيش : الغليظ من اللباس ، ولذا وردت الخشية غالبا في حق الله تعالى ، كقوله : إنما يخشى الله من عباده العلماء ، وقوله : الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله ، وأما قوله تعالى : يخافون ربهم من فوقهم ، [ ص: 195 ] فقد جاء في وصف الملائكة بعد ذكر قوتهم وشدة خلقهم ، فالتعبير عنهم بالخوف لبيان أنهم وإن كانوا غلاظا شدادا فهم بين يديه تعالى ضعفاء ، ثم أردفه بالفوقية الدالة على العظمة ، فجمع بين الأمرين اللذين تتضمنهما الخشية دون إخلال بقوة بأسهم ، وهما خوفهم من ربهم مع تعظيمه سبحانه .
ومن ذلك " الشح والبخل " فالشح أشد من البخل لأنه بخل مع حرص ، وذلك فيما يكون عادة .
ومن ذلك " السبيل والطريق " فالسبيل أغلب وقوعا في الخير ، أما الطريق فلا يكاد يراد به الخير إلا مقترنا بما يدل على ذلك من وصف أو إضافة كقوله : يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم ، قال في مفرداته : السبيل : الطريق الذي فيه سهولة فهو أخص . الراغب
ومن ذلك " مد وأمد " قال : أكثر ما جاء الإمداد في المحبوب كقوله : الراغب وأمددناهم بفاكهة ، والمد في المكروه كقوله : ونمد له من العذاب مدا .
"