ثم ذكر جهل المشركين في عبادتهم الأصنام؛ فقال - عز وجل -: ويعبدون من دون الله ما لم ينـزل به سلطانا ؛ أي: ما لم ينزل به حجة؛ وما ليس لهم به علم؛ ثم ضرب لهم مثل ما يعبدون؛ وأنه لا ينفع ولا يضر؛ وأما القراءة: فتصبح الأرض مخضرة ؛ لا غير.
قال : سألت سيبويه عن قوله (تعالى): الخليل ألم تر أن الله أنـزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة ؛ فقال: هذا واجب؛ ومعناه التنبيه؛ كأنه قال: "أتسمع؟ أنزل الله من السماء ماء؛ فكان كذا وكذا"؛ وقال غيره مثل قوله؛ قال: مجاز هذا الكلام مجاز الخبر؛ كأنه قال: "الله ينزل من السماء ماء؛ فتصبح الأرض مخضرة"؛ وأنشدوا:
ألم تسأل الربع القواء فينطق وهل تخبرنك اليوم بيداء سملق؟
قال : المعنى: "فهو مما ينطق"؛ وأما من قرأ: "مخضرة"؛ فهو على معنى: "ذات مخضرة"؛ مثل: "مبقلة"؛ ذات بقل؛ و"مشبعة"؛ ذات شبع؛ ولا يجوز "مخضرة"؛ بفتح الميم؛ وتشديد الراء؛ لأن "مفعلة"؛ ليس في الكلام؛ ولا معنى له. الخليل