قال بل فعله كبيرهم هذا ؛ يعني الصنم العظيم؛ فاسألوهم إن كانوا ينطقون ؛ [ ص: 397 ] قال بعضهم: إنما المعنى: "بل فعله كبيرهم هذا إن كانوا ينطقون"؛ وجاء في التفسير أن إبراهيم نطق بثلاث كلمات على غير ما يوجبه لفظها؛ لما في ذلك من الصلاح؛ وهي قوله: فقال إني سقيم
وقوله: فعله كبيرهم هذا
وقوله: "إن سارة أختي"؛ والثلاث لهن وجه في الصدق بين؛ فسارة أخته في الدين.
وقوله: إني سقيم ؛ فيه غير وجه؛ أحدها: "إني مغتم بضلالتكم؛ حتى أنا كالسقيم"؛ ووجه آخر: "إني سقيم عندكم"؛ وجائز أن يكون ناله في هذا الوقت مرض؛ ووجه الآية ما قلناه في قوله: بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون ؛ واحتج قوم بأن قول إبراهيم مثل قول يوسف لإخوته: أيتها العير إنكم لسارقون ؛ ولم يسرقوا الصاع؛ وهذا تأويله - والله أعلم -: "إنكم لسارقون يوسف" .