أولئك لهم جنات عدن ؛ ويكون قوله: إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا ؛ قد فصل به بين الاسم؛ وخبره؛ لأن فيه ذكر ما في الأول؛ لأن "من أحسن عملا"؛ بمنزلة "الذين آمنوا"؛ ووجه ثالث؛ أن يكون الخبر "إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا"؛ في معنى: "إنا لا نضيع أجرهم"؛ لأن ذكر "من"؛ كذكر "الذي"؛ وذكر حسن العمل كذكر الإيمان؛ فيكون كقولك: "إن الذين يعملون الصالحات إن الله لا يضيع أجر من آمن"؛ فهو كقولك: "إن الله لا يضيع أجرهم"؛ أولئك لهم جنات عدن ؛ ومعنى "جنات عدن": جنات إقامة .
وقيل في التفسير: "جنات عدن": جنات من الأربع الجنان التي أعدها الله لأوليائه؛ يحلون فيها من أساور من ذهب ؛ "أساور": جمع "أسورة"؛ و"أسورة": جمع "سوار"؛ يقال: "هو سوار في اليد"؛ بالكسر؛ وقد حكي: "سوار"؛ وحكى قطرب : "إسوار"؛ وذكر أن "أساور"؛ جمع "إسوار"؛ على حذف الياء؛ لأن جمع "إسوار"؛ "أساوير".
[ ص: 284 ] ويلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق ؛ و"السندس"؛ و"الإستبرق": نوعان من الحرير؛ متكئين فيها على الأرائك نعم الثواب وحسنت مرتفقا ؛ "الأرائك"؛ واحدتها: "أريكة"؛ و"الأرائك": الفرش في الحجال؛ و"مرتفقا"؛ منصوب على التمييز؛ وقد فسرنا "المرتفق".