وقوله: قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا ؛ لما سمعت العرب ذكر الرحمن قالت: أتدعونا إلى اثنين؛ إلى الله وإلى الرحمن؟! واسم الرحمن في الكتب الأول المنزلة على الأنبياء؛ فأعلمهم الله أن دعاءهم الرحمن؛ ودعاءهم الله يرجعان إلى شيء واحد؛ فقال: أيا ما تدعوا ؛ المعنى: أي أسماء الله تدعوا؛ فله الأسماء الحسنى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها ؛ "المخافتة": الإخفاء؛ و"الجهر": رفع الصوت؛ وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا جهر [ ص: 265 ] بالقرآن؛ سب المشركون القرآن؛ فأمره الله - جل وعز - ألا يعرض القرآن لسبهم؛ وألا يخافت بها مخافتة لا يسمعها من يصلي خلفه من أصحابه؛ وابتغ بين ذلك سبيلا ؛ أي: اسلك طريقا بين الجهر والمخافتة.