وقوله: ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات ؛ قيل في التفسير: إنها: "أخذ آل فرعون بالسنين؛ وهي الجدب؛ حتى ذهبت ثمارهم؛ وذهبت من أهل البوادي مواشيهم؛ ومنها إخراج موسى يده بيضاء للناظرين؛ ومنها إلقاؤه عصاه؛ فإذا هي ثعبان مبين؛ وأنها تلقفت إفك السحرة؛ ومنها إرسال الله عليهم الطوفان - نعوذ بالله منه -؛ والجراد؛ والقمل؛ والضفادع؛ والدم"؛ فذلك تسع آيات؛ وقد قيل: إن البحر منها؛ ومن آياته انفجار الحجر؛ ولكنه لم يرو في التفسير .
[ ص: 263 ] وقوله: إني لأظنك يا موسى مسحورا
لم يجد فرعون ما يدفع به الآيات إلا إقراره على نفسه بأنه ظان أن موسى مسحور؛ فأعلمه الله أن فرعون قد تبين أنها آيات؛ فقال: قال لقد علمت ما أنـزل هؤلاء ؛ يعني الآيات؛ إلا رب السماوات والأرض بصائر ؛ وقرأ بعضهم: "لقد علمت"؛ بضم التاء"؛ والأجود في القراءة: "لقد علمت"؛ بفتح التاء؛ لأن علم فرعون بأنها آيات من عند الله أوكد في الحجة عليه؛ ودليل ذلك قوله - عز وجل - في فرعون وقومه: وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا
وقوله: وإني لأظنك يا فرعون مثبورا ؛ أي: "لأظنك مهلكا"؛ يقال: "ثبر الرجل؛ فهو مثبور"؛ إذا أهلك.