وقوله: ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير ؛ المعنى أن الإنسان ربما دعا على نفسه وولده وأهله بالشر غضبا؛ كما يدعو لنفسه بالخير؛ وهذا لم يعر منه بشر.
ويروى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رفع إلى أسيرا؛ فأقبل يئن بالليل؛ فقالت له: "ما بالك تئن؟"؛ فشكا ألم القيد والأسر؛ فأرخت من كتافه؛ فلما نامت أخرج يده وهرب؛ فلما أصبح النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا به فأعلم شأنه؛ فقال: "اللهم اقطع يديها"؛ فرفعت سودة بنت زمعة يديها تتوقع الاستجابة؛ وأن يقطع الله يديها؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "وإني سألت الله أن يجعل دعائي ولعنتي على من لا يستحق من أهلي رحمة؛ فقولوا لها: إني بشر أغضب كما يغضب البشر؛ لتردد سودة يديها" سودة .
فأعلم الله - عز وجل - أن الإنسان خلق عجولا ؛ فهذا خلق عليه جملة البشر من آدم إلى آخر ولده؛ والإنسان ههنا في معنى "الناس".