وقوله: ربنا ليضلوا عن سبيلك ؛ ويقرأ: "ليضلوا عن سبيلك"؛ أي: إنك آتيت فرعون وملأه زينة؛ وأموالا في الحياة الدنيا؛ فأصارهم ذلك إلى الضلال؛ كما قال - جل وعز -: فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا ؛ أي: "فالتقطوه؛ وآل أمره أن صار لهم عدوا وحزنا"؛ لا أنهم قصدوا إلى أن يكون لهم عدوا وحزنا؛ ربنا اطمس على أموالهم
[ ص: 31 ] جاء في التفسير: أي: اجعل سكرهم حجارة؛ وتأويل تطميس الشيء: إذهابه عن صورته؛ والانتفاع به على الحال الأولى التي كان عليها؛ واشدد على قلوبهم ؛ أي: اطبع على قلوبهم؛ فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم ؛ دعاء أيضا عليهم.
ويجوز - والله أعلم - ما قاله محمد بن يزيد ؛ ذكر أن قوله: فلا يؤمنوا ؛ عطف على قوله: ليضلوا عن سبيلك ؛ أي: "ربنا إنك آتيتهم ليضلوا؛ فلا يؤمنوا".